============================================================
ومن قال بالإحياء فيه قال بالمسآلة والعذاب آيضا، وقد ثبت آن الكل حق. وقوله يلة: "إن أحدكم إذا مات غرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة"(1)، وقوله : "استنزهوا من البول، فإن عامة عذاب القبر منه"(2)، وقال ية: "القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران"(3).
ولا يلزم آن يتحرك أو يضطرب أو يرى آثر العذاب عليه، حتى إن الغريق في الماء والماكول في بطون الحيوانات يعذب وينعم وإن لم نطلع عليه
لأن المنعم والمعذب بالأصالة هو الروح، والجسم تابع له، بخلاف عذاب الجسم في الدنيا، ولأن من أخفى النار في الشجر الأخضر قادر على إخفاء العذاب [في القبر](2) والتنعم فيه.
(وسؤال منتر ونكير حق)؛ لقوله : "إذا أقبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير"، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لاهو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله"، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ذراعا ثم ينور له فيه، ثم يقال له: نم فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم، فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه الا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك. وإن كان منافقا قال: اسمعت الناس يقولون فقلت مثله لا أدري، فيقولان قد كنا نعلم أنك تقول (1) أخرجه البخاري في الجنائز، باب الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي، واللفظ له؛ ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة والنار؛ والترمذي في الجنائز، باب ما جاء في عذاب القبر.
(2) أخرجه الدارقطني في الطهارة، باب نجاسة البول والأمر بالتنزه منه والحكم في بول من يؤكل لحمه.
(3) أخرجه الترمذي في صفة القيامة والرقائق والورع.
(4) ليس بالأصل.
ثاي اترخ العقائد العضدية/9201119626012312011/1/24
مخ ۸۹