============================================================
فيما اشتهروا به من إثبات خالقين، وهم شاركوهم في هذه الصفة حيث يجعلون العبد خالقا لأفعاله، وينسبون له القبائح والشرور دون الله ا. ويرده أيضا قوله في حق القدرية: "هم خصماء الله في القدر"(1)، فلا خصومة للقائل بتفويض الأمور كلها إليه تعالى، إنما الخصومة لمن يعتقد أنه يقدر على ما لا يريذه الله، بل يكرهه.
(والگفو والمعاصي بخلقه وإرادته) لما تقدم مرارا: فإن قيل: لو أراد الله الكفر من واحد ولم يرذ منه الإيمان في وقت من الأوقات، وخلاف مراد الله ممتنع عندكم، كان أمزه بالإيمان تكليفا بما لا يطاق؛ لأن الإيمان ممتنغ الصدور عنه حينئذ.
قلنا: الذي يمتنع التكليف به عندنا ما لا يكون متعلقا للقدرة الكاسبة عادة، إما لاستحالته في نفسه كالجمع بين النقيضين، وإما لاستحالة صدوره عن الإنسان في مجاري العادة كالطيران، لا ما لا يكون مقدورا بالفعل للمكلف به، والايمان في نفسه أمر مقدور يصح أن تتعلق به القدرة الكاسبة والتوفيق عندنا: خلق القدرة على الطاعة. والهداية: خلق الاهتداء؛ أي: الايمان. وعند المعتزلة هما الدعوة إلى الطاعة والايمان، وإيضاح سبيل الرشاد. ويبطلهما الدعاء بهما: اللهم اهدنا، اللهم وفقنا لما تحب وترضى؛ لأن الطلب إنما يكون لما ليس بحاصل، والدعوة عامة لجميع الناس حاصلة لهم، وقوله: "اللهم اهد قومي(2)"، وقوله تعالى: إنك لا تمدى من احببت [القصص: 56] مع أنه بين الطريق ودعاهم إلى الاهتداء، وقوله تعالى: والله يهدى من بشاء} [البقرة: 213]، و يضل من يشاء} [الرعد: 27] بمعنى يخلق الاهتداء والضلالة.
(1) أخرج الطبراني في المعجم الأوسط "إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ألا ليقم خصماء الله، ألا وهم القدرية".
(2) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
ثاي افرخ العقايد العضديةا94-11/96312011/1/24:
مخ ۶۴