============================================================
واحد منهما نسبته إلى الأوقات سواء، فكما يمكن أن يقع في وقته الذي وقع فيه يمكن أن يقع قبله وبعده، فلا بد من مخصص يرجخ أحدهما على الآخر في وقت دون وقت، وهذا المخصض هو الإرادة(1).
وإرادته - تعالى - قديمة؛ إذ لو كانت حادثة لاحتاجت إلى إرادة أخرى ولزم التسلسل. وتعلقاتها بالكائنات حادثة.
والدليل على شمول إرادته لجميع الكائنات أنه - تعالى - موجد لكل ما دخل في الوجود من الممكنات ومبدغه بالاختيار، ومن جملته الشر والكفر والمعصية، فيكون موجدا للشر والكفر والمعصية بالاختيار، وكل ما أوجده بالاختيار يكون مريدا لها، قال النبي - عليه الصلاة والسلام -: "ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن"(2).
واحتجت المعتزلة بوجوه: -الأول: أن الكفر غير مأمور، فلا يكون مرادا؛ إذ الإرادة مدلول الأمر او ملزومه.
-الثاني: لو كان الكفر مرادا لوجب الرضا به، والرضا بالكفر ثفر.
الثالث: أنه لو كان الكفر مرادا كان الكافر مطيعا بكفره؛ لأن الطاعة: تحصيل مراد المطاع.
-الرابع: قوله تعالى: ولا يرضى لعباده الكفر [الزمر: 7]، والرضى هو الإرادة: وأجيب عن الأول: بأن الأمر قد ينفك عن الإرادة، فلا يكون نفس (1) برهان ثبوت صفة الإرادة لله قل أن حصول المحدثات في أوقات معينة، مع جواز حصولها قبلها وبعدها يستدعي مخصصا، وليس هو القدرة؛ لأن شأنها الإيجاد الذي نسبته إلى كل الأوقات على السواء، ولا العلم؛ لأن التخصيص تاثير، والعلم لا يؤثر وإلا لما تعلق بالواجب والمستحيل، وظاهر أن سائر الصفات لا تصلح لذلك؛ لأن الحياة لا تتعلق بشيء، والسمع والبصر؛ كالعلم في عدم التأثير، والكلام لا تعلق له بالايجاد، بل تعلقه تعلق دلالة، فلم يبق سوى الإرادة، فلا بد من ثبوتها لله ع.
(2) أخرجه أبو داود في الأدب، باب ما يقول إذا أصبح ثاي افرخ العقايد العضديةا94-11/96312011/1/24:
مخ ۴۳