============================================================
وقال الإمام الرازي: المشهور عن أصحابنا أن الاسم هو المسمى، وعن المعتزلة أنه التسمية، وعن الغزالي أنه مغاير لهما؛ لأن النسبة وطرفيها متغايرة قطعا، والناس قد طولوا في هذه المسألة، وهي عندي فضول؛ لأن الاسم هو اللفظ المخصوص، والمسمى ما وضع له ذلك اللفظ بإزائه، فنقول: الاسم قد يكون غير المسمى؛ فإن لفظ الجدار مغاير لحقيقته.
وقد يكون عينه؛ فإن لفظ الاسم اسم للفظ الدال على المعنى المجرد عن الزمان، ومن جملة تلك الألفاظ لفظ الاسم، فيكون الاسم اسمأ لنفسه، فاتحد هاهنا الاسم والمسمى أنتهى أقول: والحق أن النزاع لفظي؛ لأنهم إن أرادوا بالاسم اللفظ الدال على شيء مجردا عن أحد الأزمنة كما هو المشهور فلا شك أنه غير المسمى، وإن أرادوا به غير ذلك مما يصح أن يكون عين المسمى فلا نزاع فيه.
فهو عاله).
علمه تعالى: صفة ثابتة قديمة قائمة بذاته، مغايرة لذاته كباقي الصفات الحقيقية، ذاث إضافة وتعلق، لم يزل موصوفا بها في أزل الآزال، وليس متجددا حاصلا في ذاته بالحلول والانتقال؛ لأن العلم بأنه وجد الشيء والعلم بأنه سيوجد واحك فإن من علم أن زيدا سيدخل البلد غدا فعند حصول الغد يعلم بهذا العلم أنه دخل البلد الآن إذا كان علمه هذا مستمرا بلا غفلة مزيلة له، وإنما يحتاج أحدنا إلى علم آخر متجدد يعلم به أنه دخل الآن لطريان الغفلة عن الأول، والباري تعالى يمتنع عليه الغفلة، فكان علمه بأنه وجد عين علمه بأنه سيوجد، ولا يلزم 1/177] من تغير المعلوم من عدم إلى وجود تغير علهه.
(بجهيع العقلومات) الممكنة والواجبة والممتنعة كما هي، كلياتها على الوجه الكلي، وجزئياتها على الوجه الجزئي والمراد بالعلم على الوجه الكلي أنه تعالى يعلم المعاني الكلية من غير
مخ ۳۸