وزعم الزمخشري- عندما تكلم على قوله تعالى: { لقد أرسلنا نوحا } (¬1) في سورة الأعراف-: أن" قد" للتوقع ؛لأن السامع يتوقع الخبر عند سماع المتسم به. السادس: التقليل، وهو ضربان: تقليل وقوع للفعل، نحو: قد يصدق الكذوب، وقد يجود البخيل ، وتقليل متعلقه، نحو: { قد يعلم ما أنتم عليه } (¬2) - أي: أن ما هم عليه هو أقل معلوماته- وزعم بعضهم: أنها في ذلك للتحقيق، وأن التقليل في المثالين الأولين لم يستفد من
" قد"؛ بل من قولك: البخيل يجود، والكذوب يصدق، فإنه إن لم يحمل على أن صدور ذلك من البخيل والكذوب قليل كان كذبا؛ لأن آخر الكلام يدفع أوله .
السابع: التكثير، قاله سيبويه في قوله:* قد أترك القرن مصفرا أنامله*،
وقاله الزمخشري في قوله تعالى: { قد نرى تقلب وجهك } (¬3) .
(النوع السابع) ما يأتي على ثمانية أوجه، وهو" الواو" وذلك أن لنا واوين يرتفع ما بعدهما، وهما واو الاستئناف نحو: { لنبين لكم ونقر في الأرحام } (¬4) فإنها لو كانت واو العطف لانتصب ال
فعل، وواو الحال- ويسمى واو الابتداء أيضا- نحو(جاءني زيد والشمس طالعة)، وسيبويه يقدرها ب " إذ" ، وواوين ينتصب ما بعدهما، وهما واو المفعول معه، نحو: (سرت والنيل) ، وواو الجمع الداخلة على المضارع المسبوق بنفي أو طلب : { ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين } (¬5) ، وقول أبي الأسود:* لا تنه عن خلق وتأتي مثله*والكوفيون يسمون هذه الواو واو الصرف.
مخ ۴۱