145

انه متى دخل بيت غنى يراه مروقا بالصبغ مموها بالذهب فلا ينقطع تعجبه ولا يزال يصف حسنه ويثنى على من صنعه وصوره وتراه غافلا عن بيت الله العظيم وعن ملائكته الذين هم سكانه ولا يلتفت إليهم بقلبه فلا يعرف من السماء الا قدر ما يعرف البهيمة ان فوقها سطحا أو بقدر ما يعرف النملة من سقف بيته ولا يعرف من ملائكة السماء ولا من تصاويرها العجيبة الا بقدر ما يعرف النملة من نفوس سكان البيت ونقوش تصاويرهم في حيطانه فما هذه الغفلة العريضة انتهى ويناسب ما ذكره أخبر أقول الأمير خسرو الدهلوي تو پندارى جهانى غير از ين نيست زمين واسمانى غير از ين نيست * چو آن كرمى كه در كندم نهان است * زمين وآسمان أو همان است واما تخصيصه المعبد بالسماء فلان الأراضي والأرضيين باعتبار ترك الدنيويين منهم وجاهديهم ومشركيهم العبادة التشريعية ملاهي اللاهين وملاعب الصبيان ومراتع البهايم ومهاوى الشيطان ودورهم حجور الحشرات وقصور هم ثغور الديدان الا انها أيضا باعتبار العبادة التكوينية والنظر الفنائي وان الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلايق وان الكل مسبحون بحمده معبد فيه أصناف العباد حتى البهائم والحشرات والنبات والجماد فكل يعمل بتكليفه ولا عصيان له أصلا وكل واحد مشتغل بصنف من العبادات فالبسايط عمال يتحركون ويعملون أعمالهم الطبيعية من حركاتهم الطبيعية الجوهرية والأينية والكيفية تقربا إلى الله بوصولهم إلى الدرجة المعدنية والنباتية والمعادن والنباتات عباد يعبدون بعباداتهم الطبيعية من حركاتهم الجوهرية والكمية والكيفية ذوقية أو شمية أو لونية في استكمالاتهم أو استحالاتهم المعدية والكبدية وغيرها ليدنوا إلى معبودهم بوصولهم إلى الدرجة الحيوانية والحيوانات نساك يطوفون حول الانسان ويؤدون نسكهم من حركاتهم المتفننة الطبيعية والنفسانية الشوقية فيرتعون من الغداة إلى العشى ويتعبون ليسمنوا ويفدوا أنفسهم لمعشوقهم أو يعاونوا على ذلك ليحصل لهم الزلفى بقرا بينهم وتعباتهم ونصباتهم إلى مطلوبهم وكعبة مقصودهم الذي هو الانسان فإنه باب الأبواب إلى الله لا يمكن لغيره الوصول إلى الله الا بالدخول في هذا الصراط المستقيم وكذلك الأناسي كل واحد منهم مواظب عبادة تكوينية وحركات متفننة طبيعية ونفسانية شوقية أو عقلية عشقية وفى هؤلاء العباد بالعبادة التشريعية والتشريعية مع التكوينية نور على نور إذا تحقق في الانسان العارف الكامل يتخلق باخلاق نور النور سبحانك الخ يا خير المرهوبين من رهب كعلم رهبة ورهبا بالضم وبالفتح وبالتحريك ورهبانا بالضم ويحرك خاف يا خير المرغوبين يا خير المطلوبين لان كل مرغوب سواه في معرض الزوال والفساد ونفاق سوقه عن قريب يبدل بالكساد

مخ ۱۴۵