العلماء رضي الله تعالى عنهم في هذا الباب ما لا يُحصى من المصنّفات. فأول من علمته صنف فيه: عبد الله بن المبارك، ثم محمد بن أسلم الطوسي العالم الرباني، ثم الحسن بن سفيان النسائي، وأبو بكر الآجري، وأبو بكر بن إبراهيم الأصفهاني، والدارقطني، والحاكم، وأبو نعيم، وأبو عبد الرحمن السلميّ، وأبو سعيد
ــ
يرويه عدل ضابط عن مثله ... معتمد في ضبطه ونقله
والحسن المعروف طرقًا وغدت ... رجاله لا كالصحيح اشتهرت
وكل ما عن رتبة الحسن قصر ... فهو الضعيف وهو أقسامًا كثر
"في هذا الباب" أي باب الأربعينات "ما لا يحصى" الإحصاء في الأصل: العد بالحصى، والمقصود بذلك المبالغة في الكثرة، أي فله بهم أسوة و"الطوسي" نسبة إلى "طوس" قرية من قرى بخارى "الرباني" أي الذي أفيضت عليه المعارف الربانية، وربى الناس بعلمه، "سفيان" مثلث السين "النسائي" وفي نسخة النسوي بالواو وفتح النون والسين، نسبة إلى "نسا" بلد بخراسان قلبت ألفه واوًا، كما يقال في النسبة إلى فتى: فتوى، ولكن الهمز في استعمال المحدثين أكثر وأشهر. "الآجري" بفتح الهمزة الممدودة وضم الجيم وشد الراء، نسبة إلى الآجر، وهو الطوب المحروق لبيعه أو عمله، كان عالمًا ثقة. "الأصفهاني" بالفاء والباء مع كسر الهمزة وفتحها، والفتح أفصح، نسبة إلى أصفهان بلدة من بلاد فارس، "والدارقطني" بفتح الراء، نسبة إلى دار القطن، محلة كبيرة ببغداد. "السلمي" بضم السين وفتح اللام، نسبة إلى سليم قبيلة مشهورة. "وأبو سعد" في نسخة: وأبو سعيد بالياء، وهو موافق لما في كتاب الأنساب
1 / 18