فدلَّ على التذكير) (١). وقد أطال في هذا.
رابعًا: الفتح المبين لابن حجرٍ الهيتميِّ الشافعي:
اهتمَّ المصنِّف بالجانب اللغوي -وإن كان دون المناويِّ والفاكهانيِّ- واقتصر على الأشياء الظاهرة مع اختصارٍ للكلامِ عليها دون استطرادٍ، من ذلك قوله:
(وهل يكبُّ النَّاس في النَّار): "هل" استفهام إنكارٍ بمعنى النفي؛ أي: ما يَكبّ بضمِّ الكافِ من النَّوادِر؛ لتعدِّيه ثلاثيًّا كـ (كببت الشيء) وقصوره رباعيًّا، كـ (أكبّ) هو) (٢).
وقال أيضًا: (قال ﷺ: (يحبَّك) بفتح آخره؛ لأنه لما كان مجزومًا جوابًا لـ (ازهد) وأريد إدغامه سكِّنت باؤه الأولى بنقل حركتها إلى الساكن قبلها، فاجتمع ساكنان، فحرِّكَ الأول؛ لالتقائهما بالفتح تخفيفًا) (٣).
وقال أيضًا: (قال ابن حبيب: الضرر عند أهل العربية الاسم، والضرار الفعل، فمعنى الأول: لا تدخل على أخيك ضررا لم يدخله على نفسه، ومعنى الثاني: لا يضار أحد بأحد، وهذا قريب مما قبله، وقيل: المعنى: أن الضرر نفسه منتف في الشرع، وإدخاله بغير حق كذلك) (٤).
المطلب الثالث: في الصِّناعة الحديثيَّة ونقد المرويَّات:
أوَّلًا: شرح الأربعين النوويَّة للحافظ المناويِّ ﵀: لقد عُنِيَ المصنِّف بهذا الجانب، فمن ذلك قوله:
(الأسانيدُ إذا كانت حسنةً ارتقى الحديث بها من درجة الحسن إلى درجة الصِّحَّة فيحكم له بها؛ ولذلك صحّحه الحاكم) (٥).
_________
(١) المنهج المبين (٤٥٤).
(٢) الفتح المبين (٤٩٠).
(٣) الفتح المبين بشرح الأربعين (٥٠٨).
(٤) الفتح المبين بشرح الأربعين (٥١٦).
(٥) ص (١٤٥) من هذا الكتاب.
1 / 65