============================================================
رجال شرح الأنفاس الروحانية قال الغزالي: وأرسل السري إلى أحمد بن حتبل شيئا فرده فقال له: احذر آفة الرد فإنها أشد من آفة الأخذ. فقال: أعد علي ما قلت، فأعاده فقال: ما رددت إلا لأن عندي قوت شهر، فاحبسه عندك وأرسله بعد شهر وقال: قلوب العارفين معلقة بالسوابق، وقلوب الأبرار بالخواتيم، هؤلاء يقولون: بماذا يختم لنا؟ وأولئك بماذا سبق من الله لنا؟
وقال: من اشتغل بمناجاة الله أورثته حلاوة ذكره مرارة ما يأتي به الشيطان.
وقال: من استعمل التسويف طالت حسرته يوم القيامة.
وقال: الأدب ترجمان العقل، واللسان ترجمان القلب، والوجه مرآة القلب، يتبين على الوجوه ما تضمره القلوب.
وقال: من أطاع من فوقه أطاعه من دونه.
وقال: التوكل الانخلاع عن القوة والحول.
وقال: رأس الأعمال الرضا عن الله، وعمود الدين الورع، ومخ العبادة الجوع، وضبط اللسان حصين حصين، ومن شكر الله جرى في ميدان الزيادة.
وقال: صحبث شيخا، فأقمت سنة لا أسأله عن شيء ثم قلت: ما المعرفة التي ما فوقها معرفة؟ قال: أن تجد الله أقرب إليك من كل شى، وأن ينمحي من سرك كل شيء.
قلت: وما يوصل إلى هذا؟ قال: زهدك فيك ورغبتك فيه.. فكان كلامه سبب نفع.
وقال: سمعت برجل بالجبل مجاب الدعوة فطلبته، فإذا بخلق كثير من المرضى والعميان ينتظظرون خروجه كل سنة مرة ليدعو فيشفوا، فخرج، فدعا لهم ورجع، فتعلقت به وقلت: بي علة باطنة فقال: خل عني يا سري، فإنه غيور، لا پراك تساكن غيره فتسقط من وقال: اطلب حياة قلبك بمجالسة أهل الفكر، واستجلب نور القلب بدوام الحزن، وألح في المسألة عند وجل القلب، وإياك والتسويف.
ومرض ولم ير عليه تغير، فأخذ الجنيد بوله وذهب لطبيب نصراني فتأمله وقال: بول عاشق ، فصعق الجنيد وأغمي عليه، ثم أخبر السري فقال: قاتله الله، ما أخبره؟ ما كنت أظن أن الحب يظهر في هذا.
مخ ۷۱