============================================================
رجال شرح الأنفاس الروحانية السرى السفط(1: خال الجنيد وأستاذه، إمام أزهرت روضة رياسته، واشتهرت آخبار تربيته وسيادته، وانتهت إليه مشيخة الصوفية وتفجرت عيون مورده في المعارف الإلهية، ومع ذلك كان وجيها عند الملوك والاكابر، معظما بين أرباب السيوف والمحابر.
أخذ عن الكرخي وغيره، وسمع الحديث من الفضيل وهشيم وأبي بكر عياش وعلى بن غراب ويزيد بن هارون، وروى عنه الجنيد وأبو العباس بن مسروق وإبراهيم المخرمي وغيرهم قال السلمى: وهو أول من أظهر ببغداد لسان التوحيد.
وتكلم في الحقاثق والإشارات، وكان أوحد أهل زماته ورعا وزهذا ذا أحوال ومقامات.
وسبب توبته آنه مر بجارية سقط منها شى فانكسر قارتابت، قأعطاها بدله، وكان الكرخي مارا، فنظر إليه فأعجبه صنعه فقال: بغض الله إليك الدنيا وأراحك مما أنت فيه، فترك حانوته وقام وهام.
ومن فوائده: عجبت لمن ينشد ضالته وقد أضل نفسه، وعجبت لمن سافر في طلب الربح ولم يربح تاجر مثل نفسه.
وقال للجنيد: يا غلام، احفظ عنى: المعرفة ترفرف على القلب، فإن كان فيه حيا سكنته وإلا ارتحلت.
ودخل عليه الجنيد فقال له: جنيد، عصفور يجيء كل يوم، آفت له الخبز في يديي فياكله، فنزل الساعة ولم يسقط على يدي، فتذكرت أني اكلت ملحا بأبزار، فآليت ألا آكله بعدها، فعاد كما كان.
(1) انظر: حلية الأولياء (116/10، 126) الرسالة القشيرية (ص112)، وفيات الاعيان (251/1)، وصفة الصفوة (218،209/2)، وتاريخ بغداد (187/9، 192) والبداية والنهاية (13/11)، ومرآة الجنان (158/2)، وشذرات الذهب (127/2)، وطبقات الشعراي الكبرى (86/1)، والوافي في الوفيات للصفدي (2129/18)، وكتابتا الإمام الجنيد.
مخ ۶۸