============================================================
رجال شرح الأنفاس الروحانية العارف ابوعلى احمد بن محمد الروذيارى(0: بضم الراء وسكون الواو ودال مهملة وموحدة مفتوحة وآخره راء- كان من أثمة الصوفية، وعلماء الشافعية ساد أهل ذلك المذهب في زمانه، حتى صار أمثلهم طوع مرامه، وقوسا في يده يرمي بها إلى غرضه بسهامه، وهو بغدادي الأصل من أبتاء الوزراء والرؤساء ونسبه متصل يكسرى، وكان عالما محدثا صوفيا، وصحب في التصوف الجنيد والفقيه ابن سريج، والحديث إبراهيم الحربي، والنحو جماعة منهم ثعلب - وكان يفتخر بذلك- أقام بمصر وصار فقيها ومحدثها وصوفيها بقصد الأخذ عنه من جميع الآفاق، وآتاه جمع من الفقراء فاعتل منهم واحد فأمر أصحابه بخدمته فملوا، فحلف ألا يخدمه غيره فخدمه بتفسه حتى مات فدفنه، فلما آراد فتح رأس كفنه ليضجعه مستويا فتح عينيه وقال: يا أبا علي، لأنصرك بجاهي يوم القيامة كما نصرتني بمخالفة نفسك.
وقال: دخلت مصر فرأيت الناس مجتمعين، فقالوا: كنا بجنازة فتى سمع قائلا يقول: ت ة عن طيعست في أن تراكسا فشهق فمات.
وقال: اتخذ رجل ضيافة، فأوقد فيها ألف سراج فقال له رجل: أسرفت. قال: ادخل، فكل ما أوقدته لغير الله فاطفثه، فدخل فلم يقدر على إطفاء واحد منها فانقطع، ومر يوما على الفرات وقد عرضت لنفسه شهوة السمك- فقذف الماء سمكة نحوه، وإذا برجل يعدو ويقول: أشويها لك فشواها له وأكلها.
ومن فوائده: الإشارة الابانة عما تضمنه الوجد من المشار إليه، وفي الحقيقة الإشارة تصحبها العلل، والحلل بعيدة من الحقائق.
وقال: لو تكلم أهل التوحيد بلسان التجريد لم يبق محبا إلا مات حالا.
وقال: والأهم قبل أفعالهم وعاداهم قبل أفعالهم ثم جازاهم بأفعالهم.
وقال: المريد من لا يريد لنفسه إلا ما أراد الله له، والمراد لا يريد من الكونين شييا غيره.
(1) انظر: طبقات الصوفية (354)، طبقات الأولياء (50)
مخ ۴۹