============================================================
رجال شرح الأنفاس الروحانية اد بن د التووي(0: أحمد بن محمد النوري أبو الحسين، بغدادي المولد والمنشأء بغوي الأصل().
كان على الهمم عظيم الكرم.
وقدقيل: التصوف: كف فارغ، وقلب طيب.
وهو من آقران الجنيد صحب السري وابن أي الحواري، نعم، وكان كبير الشأن عجيب الفطنة، عظيم البيان ذا رياسة في الفنون، وسيادة في التصوف، وتفنن في علوم الحقائق، وجد واجتهد في طلب خير الطرائق بلغ به السمو الحسني وزيادة، انتهت إليه الرياسة الصوفية في عصره، وسيادة أهل الطريق في مصره: وكان الجنيد يعظمه جدا، ذكر أن أحدهم رأى النوري في رياسته يمديده، ويسأل الناس فاستقبح ذلك، وأخبر الجنيد رحمه الله فقال: لا يعظم عليك ذلك، فإنه لم يسأل الناس إلا ليعطيهم في الآخرة- أي الثواب - ثم وزن الجنيد مائة درهم بميزان، وقبض قبضة والقاها عليها، وقال: احملها إليه، فقال الرجل في نفسه: إنما وزن المائة ليعرف قدرها، فكيف خلط بها المجهول وهو حكيم؟ فذهب بها إلى النوري رحمه الله فوزن مائة وقال: ردها عليه، وقل له: لا أقبل منك شيئا، وأخذ ما زاد، فزاد تعجب الرجل، فسأل النوري عن ذلك، فقال: ان الجنيد يريد أخذ الجبل بطرفيه، وزن مائة لنفسه طلبا للثواب، وطرح عليها قبضة بلا وزن لله، فأخذنا مال الله وردد ما جعله لنفسه، فردها على الجنيد وأخبره؛ فبكى، وقال: أخذ ماله وردمالنا.
قال الخطيب البغدادي: وهو أعلم العراقيين بلطائف علم القوم.
(1) انظر في ترجمته: طبقات الصوفية (2)، (ص164)، وحلية الأولياء (149/10)، وصفوة (294/2)، والمنتظم (72/6)، وتاريخ بغداد (5/ 130)، والبداية والنهاية (106/11)، والطبقات الشعرانية الكبرى (26/1).
(2) قال ابن الأعراهي: أبو الحسين النوري خراساني الأصل من قرية بين هراة ومرو الووذ يقال لها: بغشور، لذلك كان يعرف بابن البغوي: وكان من أجل مشايخ القوم وعلمائهم لم يكن في وقته أحسن طريقة منه ولا ألطف كلاةا.
مخ ۴۵