============================================================
شرح الأنفاس الروحانية من المكروه، والنفرة تحمله على الفرار من المنقور عنه، والخوف يحمله على الفرار مما يخاف منه، الألم يحمله على الفرار من الألم والمؤلم، وكذلك الغم والهم.
وقولنا "يعلمها الإنسان ضرورة" بالوجدان من نفسه يحترز عن كل ما لا يجد من نفسه ضرورة كالحياة والقدرة، والتأليف، والتركيب، والانفصيال، والافتراق.
وقولتا: لايجدها الإنسان من نفسه ضرورة" فهذا عند العقلاء ظاهر أنه إذا أراد شيئا يعلم ضرورة آنه يريد ولا يشك آته يريده وإنما يعلم ذلك من نفسه حيث يجده في نفسه لا أنه يعلمه بالنظر والاستدلال، أو التعلم والإخبار. وهذا لا يصح أن يعلم المريد أنه مريد كذا بالخبر، أو الدليل، وهذا كالجوع يعلمه الجائع بالوجدان من تفسه ضرورة ولا يشك فيه ولا يعلمه غيره أنه جائع بإبراز الدليل وإقامة البرهان.
وقوله: "يحمله على طلبه" يعني آنه لو كان من فعله يحمله على آن يفعل ذلك، وإن كان من فعل غيره يحمله على آن يسصنع ذلك الغير و إن كان في الوجود موجود يحمله على طلب ذلك الموجود وتحصيله لنفسه بأي طريق أمكن فإن قال قائل في نفس الإنسان أجناس أخرى غير جنس الإرادة تحمله على طلب متعلقة ويعلمها الانسان ضرورة بالوجدان من نفسه قانتقص الحد والتفسير، حيث دخل ما ليس منها وتلك الأجناس هي اللذة، والسرور، والشهوة والعلم، والظن على طليه قلنا: لم ينتقص اسم جتس خاص فهذه الكلمة تخصيص الواحد من الأجناس كلها وتخرج البواقى من البين غير آنه يبقى فيه نوع اجمال حيث لم يتميز مسمى الارادة عن مسمى العلم، والظن، والشهوة جتس خاص إلا أن مثل ذلك الاجمال مجوز في الحدود والتفاسير باتفاق العلماء،
مخ ۲۵۳