============================================================
شرح الأنفاس الروحانية لكنه يعمى عن الأوصاف، والكيفيات، والأسماء إذ لا اسم، ولا وصف، ولا كيفية، ثمة فكأنه يعاينه، ولا يعاينه إذ هو يعاينه بلا عين وقيل هذا آخر مقامات العتاد وعندي فوق ذلك مقام آخر وهى العالم العظمى أعظم من العوالم السابقة كلها وهو آن يعلم بلا جهل، ويمرف بلا إنكار ويشاهد بلا جحود، ويعاين بلا عمه ولا عماء، وهذا مقام الآنبياء ومن محهم ثمة فافهم إن شاء الله وحده.
وقال ذو النون رحمه الله: "في طريق المعرفة ألف علم،و عند كل علم جهل والف معرفة، وعند كل معرفة إنكار" وهذا أيضا إشارة إلى ما سيق من العلم، والجهل في كلام ابن عطاء، غير أنه أشار إلى أن العلم بالجهل أهم من العلم يالمعلوم وذو النون سكت عن العلم بالجهل، وأشار إلى أن في مقابلة كل علم بمعلوم جهلا به أيضا فينبغي للسالك أن يكون على حذر من اللإنكار، ولا يكون على حذر من الإنكار والجهل إلا إذا علم ذلك الجهل وعرف ذلك الإنكار فكان الأهم والأفضل له أن يعرف الجهل، والإنكار كما مر في كلام ابن عطاء أولا فافهم، ويحتمل أنه أراد به كون العلم مكرا إن وقف عليه فإن الوقوف في الطريق جهل وإن حصل به علم.
وقال أبو يزيد رحمه الله : "يفعلون ألف طريق، وواحد طريق إلى الله تعالى الذي يصل به ، فإذا نظرت فالكل لا يجاوز عن مكر، ومكره هو مكرهم" يعني بهذا الكلام ما قيل: إن لله تعالى أسماء وهو ألف وواحدة بكل اسم طريق إليه تعالى؛ لأن كل اسم ينبيع عن صفة من صفات الله تعالى وبأي اسم توسلت وصلت إليه لأن الوصف بهدى إلى الموصوف، والصفة تدل على المتصف بها.
قوله: "فاذا نظرت قالكل لا يجاوز عن مكر" يعني الطريق حجاب وحائل من السالك والمسلوك إليه لسبب أنه لا يصل إليه ما لم يجاوز الطريق وربما
مخ ۲۲۶