166

شرح انفاس روحانيه

ژانرونه

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية وقال الجنيد قدس الله سره العزيز: "الرجال خمسة: واحد من الخارج يدخل فيمنعه المانعون لغدره بشيء ويرجع من الباب إلأ أن يكون عاقلا يعقل ذلك ولا ينظر إليه، والثاني : من الداخل يخرج فيبقى من الخارج ولا يقدر على الرجوع إذا نظر إلى شيء دونه، والثالث: يجيء الملك يدخله من الخارج بغير المانع؛ لأنه مع المنشور، والرابع: يدخل من طريق أصعب وأهول وأشد لا يكون فيه المانع ولا الغادر بالتشهر والتجلد على المخاطرة فيبلغ ويقعد على الباب حتى يفتح له وإلا خرج من تحنته فيسمع الملك أنينه فيدخله، فإذا دخل من الدار فلابد من القبول، وهؤلاء أهل التصوف بنوا طريقهم على المخاطرة فلا يميلون إلى الخلق، ولا إلى الدنيا، ولا إلى أنفسهم، ولا إلى أهلهم، وان نظروا ومالوا فمنعوا وجزوا، والخامس: من الداخل يظهر، ومن الداخل يقبل، ومن الداخل يسكن، وهو نديم الملك، وذلك الحبيب محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وسلامه وخلاف ذلك ألف مقام، ولكل مقام غدر مؤيد محمود وهو على عسى ولمل بالوصل، والواصل به أقل"(1).

قوله: "الرجال خسة" يعني به أن المريدين خمسة، "واحد من الخارج" أي ينشأ من الخارج من عالم المراد المطلوب هى عالم الحقيقة فالداخل فيها داخل، واالخارج منها خارج من الحقيقة. قوله: "بأن يدخل فيمنعه المانعون" أي يتوجه إلى المراد ويسلك الطريقة ليصل إليه ويقرب من الباب فيمنعه المانعون وتفسير المانعين ما سبق من أنواع المكر، والغدر على ما مر ويرجع من الباب، إلا أن يكون عاقلا يعقل أن ذلك غدر فلا ينظر إلى الكرامات في الدنيا والآخرة.

قوله: "الثاني الداخل يخرج فيبقى من الخارج ولا يقدر على الرجوع إذا (1) انظر: السر في الأنفاس للجنيد (ص4 30).

مخ ۱۶۶