============================================================
شرح الأنفاس الروحانية ونفسه وصفاتها وأخرته كلها مكرا له في طريق الله تعالى مع آن جميع ذلك تعمة عظيمة من الله تعالى.
ثم السالك الذي ينبذ دنياه ونفسه وآخرته ويتوجه إلى الله تعالى فعند ذلك له هذه الآفات التي قالها الجنيد قدس الله سره وعند ذلك يقوم الشيطان وهو مطلق العتان، ويعرض على هذا السالك كل شيء من أشياء الدنيا في كل ساعة و لحظة ويستمد بنفسه وسهيج صفات نفسه تحو الحرص، والحقد، والحسد، والشهوة، وما أشبه ذلك فإذا عجز عن جميعها تمكن على صرفه الى الآخرة فتارة يرغبه في الجنة، وأخرى يخوفه بالنار ثم إذا عجز الشيطان عن جيع ذلك ويسخر له نفسه وهواه فبعد ذلك يمتحنه بالملائكة ويبتليه الله تعالى بأنواع الكرامات، والفراسات، والاهامات، ثم بأنواع المكاشفات فلو وقف عند شييء من ذلك فقد انقطع ولو لم يقف عند شيء من ذلك وارتقى إلى آخر عمره فهو المبارز الذي لا نعلم له نظيرا في زماننا هذا، فافهم ان شاء الله وحده.
قوله: "في طريق الله ألف قصر" وإنيما أراد بها المنازل، والمقامات، والدرجات التي يرتقى اليها المريد، وإنما قال: "ألف قصر" مبالغة وهو أكثر من ألف ألف؛ فإن قال قائل: هب أن المكر والغدر نعمة حسنة والاتقطاع يحصل بتقصير العبد لكن ما المقصود من حملك الغدر قطع العبد من طريقه أو شيء آخر؟
ان قلت: قطع العبدا نقول: أية حاجة إلى الغدر بالعبد ليقطعه عن طريقه المستقيم، وهذا لا يليق بحكمة الحكيم، وإن قلتم المقصود شيء آخر يليق بحكمة الله تعالى بينوا
مخ ۱۶۴