148

شرح انفاس روحانيه

ژانرونه

============================================================

شرح الأنفاس الروحانية قوله: "يرون أحوال الدنيا بلحظات قلوبهم" هذا إذا كان لصاحب القلب نظر قوى سمى النظرة بالقلب هنا لحظة فقال: "يرون بلحظات قلوبهم" آي: يرون بنظرات قلوبهم، وحيث قال: "اللحظ كلام القلب " علمتا أنه أراد به آنواع التصرفات للقلب، والنظر الضامن جملتها كالكلام.

قوله: ل"ايرون" يمني بالرؤية فيما يرى، والعلم بما لا يرى مثلا يرى رجلا جاء من سفرم أو يراه محبوشا في موضع، أو يراه رابحا في سفره أو خاسرا وهذا يكون خيرا، وعافية، والآخر يكون شرا، وما أشبه ذلك، وإن هؤلاء هم أصحاب الفراسات والبصائر الباطنة في الغيوب.

قوله: "يرون أحوال الدنيا" إنما قال ذلك لما قد ثيت عندهم أن الذي يلتفت إلى الدنيا وما فيها هو القلب مع موافقة العقل وبدرقة السر، وكان القلب هو الأصلي في ذلك النظر فإضافتها إلى القلب.

قوله: لايرون أحوال الآخرة بخطرات سرهم" قد ذكرنا من قبل آن خطرات السر أنواع شتى من جملتها الرؤية، والنظر، والالتفات إلى الآخرة فإذا كان الروح الذي هو سر قوى البصيرة في الالتفات إلى الآخرة رأى أحوالها.

قوله: "يرون أحوال ما عند الله بإشارات خفيهم" لما قد عرف من قبل آن اشارات الخفي نظر إلى ما عند الله تعالى في عالم الحقيقة، والتفات إليها وتوقف عندها على ما شرحتاه من قيل: قال ابن عطاء: لاهلاك الأولياء بلحظات القلوب، وهلاك العرفاء بخطرات السر، وهلاك الموحد بإشارات الخفى" وإنيما قال: "هلاكا" لما أشرتا إليها من قيل أن ذلك التفات إلى غير المقصود، وإنها يلتفت إلى الدنيا وما فيها من الكرامات بقلبه فيتقطع عن المقصود أبدا، وربما يرتد راجعا هاربا عن منزلة

مخ ۱۴۸