Sharh al-Wiqayah
شرح الوقاية
پوهندوی
صلاح محمد أبو الحاج
خپرندوی
دار الوراق
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۲۶ ه.ق
د خپرونکي ځای
عمان
ژانرونه
حنفي فقه
وقال طاشكبرى زاده أيضًا (^١): كان ﵀ بحرًا زاخرًا لا يدرك له قرار، وطودًا شامخًا لا يرتقي إلى قنته ولا يصار، ولقد كان آية كبرى في الفضل والتدقيق، وعروة وثقى في الإتقان والتحقيق، روَّح اللهُ روحَه، وزاد في غرف الجنان فتوحَه. انتهى.
وقال القاري (^٢): عمدة العلماء وزبدة الفضلاء، الجامع بين معرفة الفروع والأصول، والحاوي بين طريق المنقول والمعقول. انتهى.
المبحث السابع
تلاميذ صدر الشريعة ومنهجه في التدريس
لا شكَّ في أنه قد تلقَّى عليه العلم عدد لا يحصى من التلاميذ، وإن لم تكن المصادر التاريخية تسعفنا بذلك، وكان له اهتمام فائق بطلاب العلم نلاحظه عند الحديث عن مصنفاته التي ألَّفها لهم، وللارتقاء بحالهم، ومن ذلك كتابه «النُّقاية»، وهو في فروع الحنفية، اختصر فيه «الوقاية» لمن لا ترتقي نفوسهم لحفظ «الوقاية»، فقال في ديباجتها (^٣): إنِّي لمَّا وجدتُ قصورَ هممِ بعضِ المحصِّلين عن حفظ «الوقاية»، اتخذتُ منه هذا «المختصر» مشتملًا على ما لا بد منه لطالب العلم عن حفظها، فكل من أحب استحضار مسائل «الهداية» فعليه حفظ «الوقاية»، ومن أعجلَه الوقتُ فليصرف إلى حفظ هذا «المختصر» عنان العناية، إنه ولي الهداية. انتهى.
ومن منهجه في التدريس أنه يأتِي للطلبة بالتدقيقات واللطائف البديعة والنكات الفائقة والتحريرات والأبحاث التي لم يسبقه إليها أحد من العلماء، فهو في دروسه وكتبه لا يسلِّم لمن يشرح كتابه إن رآه خالف قواعد العلم، أو مسألة من مسائله؛ لذا نرى بينه وبين العلماء الكبار ممن جاء بعده أبحاث عديدة، وسيأتي تفصيل الكلام فيه عند الحديث عن منهجه في «شرح الوقاية»، ويدلُّ على ذلك أكمل دلالة ما قاله طاشكبرى زاده (^٤) عنه:
يحكى أن العلامة قطب الدين الرازي (^٥) أراد أن يجتمع مع صدر الشريعة ويتباحث معه، فأرسل إليه أوّلًا من تلامذته مولانا مبارك شاه - وكان من غلمان الرازي، ربَّاه صغيرًا وعلَّمه كبيرًا، وتبنَّاه، فصار مشهورًا في الآفاق - ليتعرف الحال، فحضر مبارك شاه درس صدر الشريعة، وهو يومئذ بهرات، والعلامة بالرَّيّ، فوجده يدرس كتاب
(^١) في «مفتاح السعادة» (٢: ١٦٢).
(^٢) في «فتح باب العناية» (١: ٣٤).
(^٣) أي «النقاية» (ص ٣ - ٤).
(^٤) في «مفتاح السعادة» (٢: ١٧١).
(^٥) وهو محمد بن محمد الرازيّ، أبو عبد الله، قطب الدين، المعروف بالقطب التحتاني، قال ابن السبكي: كان إمامًا في المنطق والحكمة، عالمًا بالتفسير والمعاني والبيان، مشاركًا في النحو يتوقّد ذكاءً، له: «الرسالة القطبية»، ورسالة في التصور والتصديق، و«شرح المطالع»، و«شرح الشمسية»، و«شرح الإشارات»، (ت ٧٦٦ هـ). ينظر: «مفتاح السعادة» (١: ٢٧٥). «التعليقات السنية» (ص ٢١٢).
1 / 42