شرح التدمرية - الخميس
شرح التدمرية - الخميس
خپرندوی
دار أطلس الخضراء
د ایډیشن شمېره
١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م
ژانرونه
فهؤلاء بسبب إثباتهم الصفات الإضافية صاروا أخف كفرًا من الأولين.
ولكنهم مع هذا كله قولهم في غاية التعطيل الذي يستلزم كون الله تعالى معدومًا بل ممتنعًا مثل المذهب الأول؛ لأنهم لا يميزون بين الصفة وموصوفها، فيقولون باتحاد العالم والعلم فجعلوا الصفة هي الموصوف وجعلوا العلم هو العالم، كما أنهم لا يميزون بين صفة وأخرى، فيقولون باتحاد العلم والقدرة وهذا معلوم فساده بالبداهة الضرورية.
هذا هو المذهب الثاني يتلوه المذهب الثالث.
٧ - قول شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: "فمنهم من جعل العليم والقدير والسميع والبصير كالأعلام المحضة المترادفات":
أقول: هذا نوع ثالث من المعطلة وهم كثير من المعتزلة فهم أثبتوا لله تعالى الأسماء ولكن بدون ما تدل عليه من المعاني التي هي صفات كمالية.
فجعلوا أسماء الله تعالى كأسماء الأعلام المجردة عن المعاني نحو زيد وعمر وبكر بدون ملاحظة أي صفة وأي معنى هذا هو معنى (الأعلام المحضة) فالعلم المحض لا معنى له غير المسمى نحو زيد، فمعنى زيد هو المسمى بزيد لا غير، وهكذا جعلوا أسماء الله تعالى أعلامًا محضة بدون معنى مع أن أسماء الله تعالى نحو السميع والبصير والعليم مع دلالتها على الله تعالى تدل على معانٍ هي صفات كمالية، وهي السمع والبصر والعلم.
فليست أسماء الله تعالى كالأعلام المحضة بل هي أسماء مع دلالتها على الصفات الكمالية، ولذلك سميت حسنى لدلالتها على الصفات الحسنة.
٨ - معنى قول شيخ الإسلام ابن تيمية " ... المترادفات":
الأسماء المتعددة الدالة على مسمى واحد بدون تعدد المعاني تسمى مترادفات؛ كأن يكون لشيء واحد أسماء عديدة بدون ملاحظة معانيها، كالأسد والغضنفر للحيوان المفترس المعروف.
1 / 121