43

شرح التدمرية - الخميس

شرح التدمرية - الخميس

خپرندوی

دار أطلس الخضراء

د ایډیشن شمېره

١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م

ژانرونه

وقال الجزي: "قد اتفقت الأئمة على أن الصفات لا تؤخذ إلا توقيفًا، وكذلك شرحها لا يجوز إلا بتوقيف، ولا يجوز أن يوصف الله سبحانه إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله ﵊"١. وذلك لأن الإيمان بصفات الله وأسمائه من الإيمان بالغيب، ولا يمكن معرفة الغيب إلا عن طريق الرسل الذين يبلغون وحي الله. ج - إثباتهم للصفات إثبات وجود معلوم المعنى مجهول الكيفية: سُئل الإمام مالك عن قول الله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه: ٥] كيف استوى؟ قال: "الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"٢. فبيَّن أن الاستواء معلوم المعنى، مجهول الكيفية، وهكذا بقية الصفات، يقال فيها ما قيل في الاستواء. قال أبو سليمان الخطابي: "فإذا كان معلومًا أن إثبات البارئ ﷾، هو إثبات وجود، لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات صفاته، إنما هو إثبات وجود، لا إثبات تحديد وتكييف"٣. وقال الحافظ أبو القاسم التميمي: "وإثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات الصفات ... وعلى هذا مضى السلف كلهم"٤. وقال السجزي: "إن الله تعالى إذا وصف نفسه هي معقولة عند العرب والخطاب ورد عليهم بما يتعارفون بينهم، ولم يبيّن سبحانه أنها بخلاف ما يعقلونه، ولا فسّرها النبي ﷺ بتفسير يخالف الظاهر فهي على ما يعقلونه"٥.

١ كتاب الحرف والصوت (ص١٣٩) . ٢ أخرجه الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص١٧ـ١٨) . ٣ الأربعين في صفات رب العالمين (ص١١٧)، والعلو (ص١٧٣) كلاهما للذهبي. ٤ الحجة في بيان المحجة (ص٣٤) . ٥ الحرف والصوت (ص١٨٣) وانظر أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة (ص٢٨٨ـ٢٩.) .

1 / 73