2

شرح التدمرية - الخميس

شرح التدمرية - الخميس

خپرندوی

دار أطلس الخضراء

د ایډیشن شمېره

١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م

ژانرونه

لم يزل يعلم أصحابه ذلك، وكذلك علماء المسلمين جميعًا دعوا إلى ذلك وكان من أولئك العلماء: شيخ الإسلام ابن تيمية في كثير من كتبه ورسائله، ومن بين تلكم الرسائل (الرسالة التدمرية) . ولا تخفى أهمية هذه الرسالة لما فيها من تحرير للقواعد، وتأصيل في الرد على أهل البدع، وذلك في أصلين عظيمين: الأول: في الاعتقاد. والثاني: في العمل. فالاعتقاد: انحرف فيه جماعة من أهل الكلام فعارضوا الكتاب والسنة بأفكار فلسفية، وآراء كلامية. والعمل: انحرف فيه مجموعة من العُبَّاد والزُّهاد الذين عملوا بغير هدى من الكتاب والسنة. فبيَّن ﵀ الواجب في الأصل وهو إثبات ما أثبته الله لنفسه ونفي ما نفاه عن نفسه، والواجب في الثاني الاجتهاد في فعل المأمور وترك المحظور مع الاستغفار بعد ذلك قال تعالى: ﴿وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ﴾ [آل عمران: ١٧]، ثم بيَّن حال الناس في الاستعانة والعبادة وأنهم على أربعة أحوال: الأولى: المؤمنون الذين جمعوا بينهما. الثانية: من عبدوا الله من غير استعانة. الثالثة: من عندهم استعانة من غير استقامة. الرابعة: من لا يعبد الله ولا يستعين به وهم من شر هذه الأنواع. وأما المخالفون في الاعتقاد فقد رد عليهم شيخ الإسلام وحصر مناظرتهم في أصلين: الأول: القول في بعض الصفات كالقول في بعض. الثاني: القول في الصفات كالقول في الذات.

1 / 6