شرح التدمرية - الخميس
شرح التدمرية - الخميس
خپرندوی
دار أطلس الخضراء
د ایډیشن شمېره
١٤٢٥هـ/٢٠٠٤م
ژانرونه
بالموت كما سمى الله الجمادات أمواتًا في قوله: ﴿أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ﴾ [النحل: ٢١] . وهكذا بقية الصفات.
• الوجه الثاني على فرض المنع أيضًا: وهو أن كل موجود يقبل الاتصاف بهذه الصفات ونقائضها بقدرة الله كعصا موسى أصبحت حية، وهكذا طين عيسى كان يصير طيرًا بإذن الله، وهكذا حنين الجذع عند النبي ﷺ.
• الوجه الثالث على فرض التسليم: بأن الله تعالى لا يقبل هذه الصفات ونقائضها: من المعلوم أن الذي لا يقبل الاتصاف بها أصلًا أعظم نقصًا ممن يقبل الاتصاف بها مع الاتصاف بنقيضها، فالجماد الذي لا يقبل الاتصاف بالعمى مثلًا أعظم نقصًا من الحي الأعمى مثلًا.
• الوجه الرابع على فرض التسليم أيضًا: أن نفس نفي هذه الصفات نقص بقطع النظر عن تعيين الموصوف بها، فالعلم والقدرة والحياة والسمع والبصر والكلام والفعل كلها كمال، كما قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: ٩]، وقال تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ﴾ [النحل: ١٧]، وكما حكي عن إبراهيم قوله: ﴿لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ﴾ [مريم: ٤٢]، وذم الله عجل قوم موسى بقوله: ﴿أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُم﴾ [لأعراف: ١٤٨] فنفي هذه الصفات نقص وإثباتها كمال.
فالله أحق بالاتصاف بها لأنه لو لم يتصف بها لكان المخلوق أكمل منه.
س٧ - قارن بين مذهب من ينفي النقيضين ومن يصف الله بالنفي فقط؟
ج - أشار شيخ الإسلام هنا إلى طائفتين:
الأولى: من ينفون عنه النقيضين: وهم الجهمية المحضة الغالية كالقرامطة الباطنية فيقولون: ليس بموجود ولا معدوم وهكذا.
• الثانية: من يصفونه بالنفي فقط وهم الجهمية والمعتزلة، فيقولون: ليس بحي ولا سميع ولا بصير.
1 / 222