Sharh al-Qawa'id al-Arba'a 1
شرح القواعد الأربع ١
خپرندوی
سلسلة منشورات مؤسسة شبكة نور الإسلام
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
ژانرونه
عند الله كالشفاعة عند المخلوق، يعتقدون أن الأولياء والملائكة يشفعون عند الله كما يشفع وزير الملك عند الملك، والصديق عند صديقه، وقد نفى الله هذه الشفاعة، قال تعالى: ﴿يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مّن قَبْلِ أَن يَاتِىَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [البقرة:٢٥٤] فالشفاعة التي يظن المشركون أنها تكون بغير إذن الله لا وجود لها يوم القيامة.
أما الشفاعة من الحي القادر بطلب الدعاء منه، فهذه جائزة، قد كان الصحابة يطلبون من النبي ﷺ أن يدعو لهم، في مطالب الدنيا والآخرة، كأن يستسقي لهم (١)، وأن يدعو لهم بالجنة، ولما ذكر النبي ﷺ أن سبعين ألفا من أمته يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب قال عكاشة بن محصن: أدعو الله أن يجعلني منهم، فقال: "اللهم اجعله منهم" (٢)، والمسلم إذا دعا لأخيه المسلم وسأل الله له صلاح دينه ودنياه فهو شافع له.
الثانية: الشفاعة المثبتة: وهذه الشفاعة لا تكون إلا بإذنه سبحانه، ولمن رضي عمله وهم أهل التوحيد، وقد دل القرآن على إثبات هذه الشفاعة، قال تعالى: ﴿وَكَمْ مّن مَّلَكٍ فِى السَّمَاواتِ لاَ تُغْنِى شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَاذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى﴾ [النجم: ٢٦] وقال تعالى: ﴿وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى﴾ [الأنبياء: ٢٨]، وقال تعالى: ﴿مَن ذَا الَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾ [البقرة: ٢٥٤]، معناه: لا أحد يشفع عند الله حتى يأذن الله له، ولهذا لما تُطلب الشفاعة من الرسول ﷺ لا يبدأ بالشفاعة أولًا، وإنما
(١) أخرج البخاري (١٠١٣)، ومسلم (٨٩٧) من حديث أنس بن مالك ﵁ " أن رجلا دخل يوم الجمعة .. ورسول الله ﷺ قائم يخطب .. فقال: يا رسول الله هلكت المواشي وانقطعت السبل، فادع الله يغيثنا". (٢) رواه البخاري (٦٥٤١) من حديث ابن عباس ﵄، ومسلم (٢١٦) من حديث أبي هريرة ﵁.
1 / 18