Sharh Al-Muwatta - Abdul Karim Al-Khudair
شرح الموطأ
خپرندوی
دروس مفرغة من موقع الشيخ الخضير
ژانرونه
د حدیث علوم
في الحديث السابق الحديث الوارد في قصة نومه ﵊ عن صلاة الصبح، قال ﵊ في آخره مسليًا لهم ومؤنسًا؛ لأن هذا الأمر ليس في أيديهم، وما خرج عن اليد والاختيار خرج عن دائرة التكليف، فقال: «يا أيها الناس إن الله قبض أرواحنا ولو شاء لردها إلينا في حينٍ غير هذه -يعني قبل ذلك- فإذا رقد أحدكم عن الصلاة أو نسيها ثم فزع إليها» يعني قام إليها وهذا هو الأصل أن يقوم إليها فزعًا مذعورًا لما فاته وإن لم يكن الأمر بيده، كما فعل النبي ﵊، «فليصلها كما كان يصليها في وقتها» كما كان يصليها في وقتها، كما لو أداها في أول وقتها كالمعتاد، فيأتي بها كاملة تامة، من قيامها وركوعها وسجودها وأذكارها وغير ذلك، ولا يحمله التأخر عن أدائها في أول وقتها حتى لو خرج وقتها إلى أن يخل بشيء من أركانها، "ثم التفت رسول الله ﷺ إلى أبي بكر فقال: «إن الشيطان أتى بلالًا وهو قائم يصلي فأضجعه» " يحرص الشيطان على مثل هذا، يحرص على أن يصرف المسلم عن صلاته بالكلية، فإن تيسر له ذلك فهو المطلوب وإلا شغله عنها، أو شغله فيها إن لم يستطع أن يشغله عنها، فأتى إلى بلال لأمر ..، لتحقق أمر يريده الله -جل وعلا-، فنام ﵊، والسبب الذي جعله النبي ﵊ للاستيقاظ أيضًا تخلف أثره ليقضي الله أمرًا كان مفعولًا؛ ليعمل الناس الحكم في مثل هذه الحالة، «إن الشيطان أتى بلالًا وهو قائم يصلي فأضجعه فلم يزل يهدئه» يعني كطريقة الأمهات في تهدئة الصبيان من أجل النوم، وأهل الحديث يروونه بلا همز: "يهديه" وإن كان الأصل من الهدوء والتهدئة فهو مهموز، «كما يهدأ الصبي حتى نام» يعني حتى ينام، ومعروف أن الصبي يضرب على ظهره برفق حتى ينام، وهذا أمر مأثور معروف متوارث ولا ضرر فيه، وإن قال بعضهم بعض المعاصرين والمتأخرين ممن يزعم أنه يتصدى للتربية يقول: إن النوم سببه التعب الحاصل من هذه التهدئة، يقول: إن الطفل يتعب من هذه التهدئة فينام، وهذا ليس بصحيح، "ثم دعا رسول الله ﷺ بلالًا فأخبر بلال رسول الله ﷺ مثل الذي
3 / 2