161

Explanation of Al-Muharrar in Hadith - Abdul Mohsin Al-Abbad

شرح المحرر في الحديث

خپرندوی

هو دروس صوتية مفرغة

ژانرونه

د حدیث علوم
١٤٧ - وَعَن ابْن عَبَّاس ﵄ قَالَ: " مر النَّبِي ﷺ َ بقبرين فَقَالَ: إنَّهُمَا ليعذبان وَمَا يعذبان فِي كَبِير! أما أَحدهمَا فَكَانَ لَا يسْتَتر من الْبَوْل، وَأما الآخر فَكَانَ يمشي بالنميمة، ثمَّ أَخذ جَرِيدَة رطبَة فَشَقهَا نِصْفَيْنِ فغرز فِي كل قبر وَاحِدَة. قَالُوا يَا رَسُول الله لم فعلت هَذَا؟ قَالَ: لَعَلَّه يُخَفف عَنْهُمَا مَا لم ييبسا " مُتَّفق عَلَيْهِ، وَلَفظه للْبُخَارِيّ، وَقد رُوِيَ بِثَلَاثَة أَلْفَاظ: يسْتَتر، ويتنزه، ويستبرئ، فالأولان: مُتَّفق عَلَيْهِمَا، والأخير: انْفَرد بِهِ البُخَارِيّ.

ثم ذكر هذا الحديث عن ابن عباس ﵄ وأن الرسول ﷺ مر بقبرين فقال: «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير» يعني معنى كبير عندهما وأنهم يعتبرونه شيئا سهلا وهو كبير وعظيم فقال: «أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول» وهذا محل الشاهد لأن فيه إزالة النجاسة وأنه يعذب بسبب عدم تنزهه من البول وعدم تحرزه من البول فبين ﷺ أنهما يعذبان وبين سبب العذاب أحدهما كان يمشي بالنميمة والثاني كان لا يستبرئ من البول فدل هذا على التنزه من البول وأن التساهل فيه وأن حصوله من الإنسان أنه لا يستبرئ من البول أن هذا مما يكون سببا في العذاب في القبر والرسول ﷺ أخذ جريدة رطبة وشقها قطعتين ووضع على كل قبر قطعة وبين السبب قال: «لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا» يعني في حال رطوبتهما يخفف عنهما وهذا الذي حصل خاص بالرسول ﷺ لا يجوز لأحد أن يفعل كما فعل بأن يأتي ويضع على القبور جرائد رطبة أو كذلك زهور أو ما إلى ذلك فإن هذا لا يسوغ ولا يجوز وهذا الذي حصل من رسول الله ﷺ خاص به لأنه عرف أن صاحب القبر يعذبان وعرف سبب العذاب فعمل هذا العمل وغيره لا يعلم قد يكون منعم وقد يكون معذب فلا يقال إن هذا يفعله الناس ويقتدي الناس بالرسول ﷺ
لأن الرسول ﷺ عرف المعذبين وعرف سبب العذاب وحصل هذا الشيء وقال لعله يخفف أما غيره فلا يعلم هل هو معذب أو غير معذب ولا يفعل شيئا الاحتياط يقول إن كان معذب فإن ذلك ينفعه لا الرسول ﷺ ما أرشد إلى أن الناس يفعلون هذا وإنما فعله ومعلوم أن ما يحصل منه ﷺ مما يختص به ومما يتميز به على غيره من أمته ﷺ.

1 / 161