============================================================
الموقف الأول - المقصد الرابع: مرتبته ولا شك أنه إذا كان المعلوم أشرف كان العلم به أشرف مع أن موضوعه مقيد بحيثية تنمي عن شرفه أيضا (وغايته) أعني تلك السعادة المترتبة على الأمور الخمسة (أشرف الغايات واجداها) نفعا (ودلائله يقينية يحكم بها) أي بصحة مقدماتها، وحقية الصور العارضة لها (صريح العقل) بلا شائبة من الوهم (وقد تأيدت) تلك الدلائل (بالنقل وهي) أي شهادة العقل لها بصحتها مع تأيدها بالنقل هي (الغاية في الوثاقة إذ لا يبقى شبهة في صحة الدليل الذي تطابق فيه العقل والنقل، قطعا بخلاف دلائل العلم الإلهي فإن مخالفة النقل إياها شهادة عليها بأن أحكام عقولهم بها مأخوذة من أوهامهم، لا من صرائحها فلا وثوق بها أصلا (وهذه) الأمور المذكورة في شرف باعتبار شراقة المسائل، وذا ليس بمطلوب، واما رابعا فلان قوله لا شك إنه إذا كان المعلوم إلخ يفيد إثبات شرافة العلم باعتبار معلومه، والمقصود إثبات شرافته باعتباره موضوعه وغاية التوجيه أنه قدس سره حمل الأعلى على معنى الأشرف، لا على الأعلى رتبة ليكون تأسيسا، والفاء في قوله فيتناول تعليلية أو استثنافية او زائدة، والجملة تعليل لكونه أشرف الموضوعات، والضمير المستتر راجع إلى موضوعه وقيد الحيثية ملحوظ أي لأنه يتناول موضوعه من حيث أنه موضرع أي مبحوث عنه في العلم أشرف المعلومات التي هي ذاته تعالى، وصفاته وأفعاله من حيث كونها مبحوثا عتها ولم يكتف بتناوله للأمور الثلاثة من حيث أنفسها لأنه لا يفيد شرافة العلم، ألا ترى أن موضرع التحو يتناول كلامه تعالى، وكلام الرسول، ولا يلزم منه أشرفيته من علم التفسير والحديث، وللإشارة إلى كون التناول من حيث البحث محط الشرافة قدم لفظ المباحث، فالحاصل أن موضوع الكلام اعم الموضوعات، فيكون أشرف لأن العلوم تتصاعد بتصاعد الموضوعات، وأن موضوعه أشرف الموضوعات لتناوله ذاته وصفاته وأفعاله التي هي أشرف المعلومات، ولا شك أن المعلوم الذي هو الموضوع إذا كان أشرف بسبب ذلك التناول كان العلم المتعلق به اي الباحث عن أحواله آشرف، وخلاصته إثبات شرافة مرضوعه باعتبار شموله للموضوعات، وباعتباره في تفسه ولذا عبر عن الموضوع في قوله ولا شك إلخ بالمعلوم.
ون: (نفعا) تمييز عن نسبة آجداها وهو اسم تفضيل من جدى يجدو جدوى بمعنى الإعطاء، وليس مفعولا به لأن اسم التفضيل لا يعمل في المفعول به الظاهر: قوله: (مخالفة النقل) أي قطعية لأن التقل الظني المخالف لقطعي العقل مؤول بما يوافقه.
قوله: (ودلائله يقينية إلخ) قيل عليه قد: مر أن مسائل المخطئ من الكلام فكيف تكون دلائله يقينية وأجيب بالتخصيص؟.
قوله: (يحكم بها صريح العقل) اي خالصه في الصحاح الصريح الخالص من كل شيء، وقد صرح بالضم صراحة وصروحة فقوله: بلا شائبة من الوهم إشارة إلى ان المراد خالص العقل.
مخ ۵۹