44

============================================================

المرقف الأول - المرصد الأول : فيما يجب تقديمه في كل علم كقولنا الوتر واجب، والزكاة فريضة، وهذه تسمى عملية وفرعية، واحكاما ظاهرية وقد دون علم الفقه لها، وأنها لا تكاد تنحصر في عدد، بل تتزايد بتعاقب الحوادث الفعلية، فلا يتاتى أن يحاط بها كلها، وإنما مبلغ من يعلمها هو التهيؤ التام لها أعني أن يكون عنده ما يكفيه في استعلامها إذا رجع إليه، وإن استدعى زمانا بخلاف العقائد فإنها مضبوطة لا تزايد فيها أنفسها، فلا تتعذر الإحاطة بها والاقتدار على إثباتها، وإنما تتكثر وجوه استدلالاتها، وطرق دفع شبهاتها (وبالدينية المنسوبة إلى دين محمد) صوابا كانت أو خطا (فإن الخصم) كالمعتزلة مثلا (وإن خطأناه) في اعتقاده، وما يتمسك به في إثباته (لا نخرجه من علماء الكلام) ولا يخرج علمه الذي يقتدر معه على إثبات عقائده الباطلة من علم الكلام (الثاني موضوعه) المقصد الثاني: موضوع العلم الذي يراد تحصيله، وإنما وجب تقديم موضوعه أي التصديق بموضوعيته، ليمتاز العلم المطلوب عند الطالب مزيد امتياز (إذ به) أي بالموضوع (تتمايز العلوم) في أنفسها، وبيان ذلك أن كمال النفس الإنسانية في قوتها الإدراكية، إنما هو بمعرفة حقائق الأشياء وأحوالها بقدر الطاقة البشرية، ولما كانت تلك الحقائق وأحوالها متكثرة متنوعة، وكانت معرفتها مختلطة منتشرة رة، وغير مستحسنة اقتضى حسن التعليم، وتسهيله أن تجعل مضبوطة متمايزة فتصدى لذلك الأوائل فسموا الأحوال، والأعراض الذاتية المتعلقة بشيء واحد إما مطلقا، أو من جهة واحدة، أو بأشياء متناسبة تناسبا معتدا به، سواء كان في ذاتي قوله: (وبالدينية المتسوبة إلى دين محمد عليه السلام) قيل: تخصيص العقائد الدينية بدين محمد عليه السلام غير لازم، إذ لا اختلاف في العقائد، وأجيب بأته لظهورها منه، والحق ان اللام في العقائد للاستغراق وليس سائر الأديان مشتملا على جميع عقائد دين محمد عليه السلام لأن من جملتها اعتقاد نبوته عليه السلام ولوازمها ومباحث الإمامة وغيرها.

قوله: (مزيد امتيان إنما قال : مزيد امتياز إما باعتبار آن دأبهم تقديم التمييز بحسب التعريف، وإما لان الامتياز الحاصل بالموضوع تميز بحسب الذات، والحاصل بالتعريف تميز بب السفهوم، والتميز بحسب الذات راجح زائد في نفسه على التيز بحسب المفهوم قوله: (فسموا الأحوال والأعراض) قال رحمه الله: مرضوع العلم قد يكون شيئا واحدا، إما مطلقا كالعدد للحساب، وإما مقيدا بجهة كالجم من حيث إنه قابل للتغير للعلم الطبيعي، وقد يكون آشياء متشاركة، إما في ذاتي كالخط، والسطح والجسم التعليمي المتشاركة في

مخ ۴۴