211

============================================================

المرصد الخامس المقصد الثاني: أنه يؤدي إلى المطلوب وفاسد يقابه21 يقابله) أي لا يؤدي إلى المطلوب فالصحة، والفساد صفتان عارضتان للنظر حقيقة لا مجازا، لكنه أراد أن يبين السبب في اتصافه بهما فقال: (ولما كان المختان) عند المتأخرين مذهب أهل التعليم وهو (أنه ترتيب العلوم) بحيث يؤدي إلى هيئة مخصوصة قوله: (يودي إلى المطلوب إلخ) قيل: يرد على التعريفين قولنا: زيد حمار وكل حمار جسم، قيإنه يدخل في الصحيح مع أنه فاسد المادة، اقول: لا نسلم تأديته إلى المطلوب، فإن حقيقة القياس على ماصرح به الشارح في حواشيه على شرح المختصر وسط مستلزم للاكبر ثابت للأصغر، وهاهنا لا يثبت الأوسط للأصغر فلا اندراج فلا تادية في نفس الأمر، نعم إته يؤدي بعد تسليم المقدمتين قول: (فالصحة إلخ) رد لما في شرح المقاصد من أن صحة النظر وفساده عبارة عن صحة مادته وصورته، ففي انقسامه إلى الصحيح والفاسد تجوز كما في انقسامه إلى الجلي، والخفي قول: (عند المتأخرين) قيد بذلك لأن المختار عند المتقدمين أنه عبارة عن الحركتين، وزاد لفظ مذهب أهل التمليم لدفع ما يوهم اختلاف العبارتين حيث قال: سابقا إنه ترتيب أمور معلومة او مظتونة، وهاهنا إنه ترتيب العلوم من آن هذا معنى آخر سوى ما ذكره سابقا من مذهب أهل التعليم يترتب عليه انقسامه إلى الصحيح والفاسد.

الاستلزام الكلي لا ينفع لتحققه في خصوص أمثال المذكور، ونظائره كما لا يخفى ثم المطلوب هو الاعتقاد المطابق علما أو ظنا: قوله: (ولما كان المختار عند المتأخرين مذهب أهل التعليم، وهو أنه ترتيب العلوم) عبارة المتن هكذا ولما كان المختار أنه ترتيب العلوم، فزاد الشارح قوله مذهب أهل التعليم إشارة إلى دفع ما يتوهم من ظاهر عبارته، من ابشتاء اتقسام النظر إلى الصحيح والفاسد على تفسيره بالترتيب كما ذكره شارح المقاصد، ووجه الدفع الذي أشار إليه هو أن ليس مراده جعل الانقسام المذكور مبنيا على تفسيره بالترتيب حتى لا يجري على تفسير آخر على القول بالاكتساب، بل مراده أن المختار عند المتاخرين لما كان مذهب أهل التعليم وهو القول بالترتيب والاكتساب، دون مذهب من يرى النظر مجرد التوجه إلى المطلوب، من غير استعانة بمعلومات كما سبق، ويعد وضروح المقصود لا يبالي بما في عبارة المتن من ادني مسامحة، واعلم أن النظر سواء لناه نفس الترتيب أو الحركة المفضية إليه، يستدعي علوما مرتبة على هيئة مخصوصة يسمى الموصل منها إلى التصور معرفا وإلى التصديق دليلا، ويكون العلوم اي الأمور الحاضرة مادة لذلك الوصل، والهيثة المخصوصة صورة له وقد يضافان إلى النظر بهده الملابسة، وهذا معنى كلام المصنف أن لكل ترتيب مادة وصورة، وإلا فتلك العلوم وتلك الهيثة خارجتان عن الفكر قطعا، وبهذا يظهر وجه ما يقال: إن العلوم التي يقع فيها الترتيب بمنزلة المادة للفكر، والهيفة المترتية عليه بمنزلة الصورة، وأما ذكره الشارح في حواشي المطالع وحاشيته الصغرى توجيها لذلك

مخ ۲۱۱