208

============================================================

المرصد الخامس - المقصد الأول: في تعريف على أمور ثلاثة مواجهة المبصر وتقليب الحدقة نحوه طلبا لرؤيته، وإزالة الغشاوة المانعة من الإبصار، كذلك الإدراك بالبصيرة يتوقف على أمور ثلاثة التوجه نحو المطلوب، وتحديق العقل نحوه طلبا لإدراكه وتجريد العقل عن الغفلات التي هي بمنزلة الغشاوة، واعلم أن الظاهر مذهب أصحاب التعاليم، وهو أن النظر اكتساب المجهولات من المعلومات، وحينيذ نقول: لا شبهة في أن كل مجهول لا يمكن اكتسابه من أي معلوم اتفق بل لا بد له من معلومات مناسبة إياه، ولا شك أيضا في أنه لا يمكن تحصيله من تلك المعلومات على أي وجه كانت، بل لا بد هناك من ترتيب معين فيما بينها ومن هيئة مخصوصة عارضة لها بسبب ذلك الترتيب، فإذا حصل لنا شعور ما بأمر تصوري أو تصديقي وحاولنا تحصيله على وجه أكمل، فلا بد أن يتحرك الذهن في المعلومات المخرونة عنده منتقلا من معلوم إلى آخر حتى يجد قوله: (التوجه نحو المطلوب) أي في الجملة بحيث يمتاز المطلوب عما عداه كما يمتاز الر بواجهة البصر عن غيره.

قوله: (وتحديق العقل إلخ) اى التوجه التام إليه بحيث يشغله عما سواه كتقليب الحدقة إلى المبصر.

قوله: (واعلم إلخ) تحقيق للمقام بحيث يتجلى الحق ويرفع التزاع.

قوله: (إن الظاهر مذهب إلخ) لما مر من أن الاستعانة بالمعلومات أمر بديهي، كيف لا وتختلف النتائج بحسب اختلافها إيجابا وسلبا وقوة وضعفا.

قوله: (من معلومات) مخصوصة كالذاتيات في الحدود واللوازم البينة الشاملة في الرسوم والحدود الرسطى في الاقترانيات، وقضية الملازمة في الشرطيات.

قول: (ومن هيثة مخصوصة) لا يختلجن في وهمك أن هذا القول : يقتضي آن يكون تقديم الجنس على الفصل في المعرفات واجبا، ليحصل به الهيثة المخصوصة مع أن ذلك ليس بلازم عند أهل التحقيق، فإن المراد من الهيثة المخصوصة فيها في الهيئة الحاصلة من انضمام أحدهسا إلى الآخر، لتحصل صورة وحدانية مطابقة للمعرف سواء قدم الجنس أو الفصل: قوله: (لو حاولنا تحصيله إلخ) اى تحصيل ذلك الأمر على وجه اكمل من الوجه السابق، سواء قلنا: أن ذلك الوجه هو المطلوب، أو أن المطلوب ذلك الأمر بهذا الوجه على ما حققناه في جواب الشبهة الأولى للإمام في امتناع اكتساب التصور، وقد عرفت هناك بيان كونه اكمل من الوجه السابق فارجع إليه.

وعن الثاني منع اختصاصها بها، فإن في الترتيب ملاحظة للمرتب على وجه مخصوص، وعن الثالث ما اشرنا إليه في توجيه قوله: لتحصيل غيره، وعن الرابع وضوح القريتة على أن المراد لتحصيل الغير بطريق الاكتساب:

مخ ۲۰۸