============================================================
المرصد الرابع - في إثبات العلوم الضرررية تقدير كونه مستقيما، فيرى عرض الوجه أقل مما هو عليه، وإن نظر إليها بحيث يكون طولها محاذيا لعرض الوجه، انعكس الأمر فيرى الوجه عريضا بقدر عرضه قليل الطول لما عرفته، وإن نظر إليها بحيث يكون طولها موريا في محاذاة الوجه يرى الوجه معوجا، واحد طرفيه أطول من الآخر لأن الانعكاس حينيذ من خط بعضه مستقيم قوله: (لأن الانعكاس الخ) وذلك لأن المرآة المذكورة لا انحداب في طولها، إنما الانحداب في عرضها فإذا حاذى طول الوجه طولها يكون الانعكاس إلى طول الوجه من خط مستقيم فقط، وإذا حاذى عرضها يكون الانعكاس إليه من خط منحن فقط، وإذا كان طولها موريا في محاذاة الوجه يكون بعض عرض المرآة محاذيا لطول الوجه، فيكون الانعكاس إليه من خط بعضه مستقيم، وهو ما حاذى طول الوجه من طول المرآة، وبعضه منحن وهر ما حاذاه من عرض المرآة، ويكون الانعكاس من خط صورته هكذا فيكون بعض طول الوجه مرئيا على حاله، وهو ما حاذى طوله، وبعضه أقصر ما عليه بضيق، زاوية انعكاسه فيرى معوجا، وقيل: المراد أنه قريب من استقامته لأن فيه الانحناء بطريق الاستدارة لا أنه مستقيم حقيقة، وقيل: مراده من خطوط بعضها مستقيم وبعضها منحن، فإن في صورة التاريب ووضعه خطوطا مستقيمة طوليا، وخطوطا عرضية مستديرة، وخطوطا منحنية لا على الاستدارة التامة، وكلا التوجيهين مع عدم مساعدتهما العبارة لإفادتها انقسام الخط إلى البعض المستقيم والمنحني غير صحيح، أما الأول فلان اللازم من كون الانعكاس من خط مستدير قريب من الاستقامة ان يرى طول الوجه صفيرا مما عليه لا معوجا، وأما الثانى فلان الانعكاس على طول الوجه ليس من جميع تلك الخطوط المختلفة المتعاطفة ومع ذلك لا يقتضي رؤية الرجه معوجا.
تلك الخطوط كلها قائمة عليها ومنعكسة على أنفسها، بخلاف الخطوط الخارجة عن الحدقة إلى السرآة فإن مخرج الخطوط فيها سطح صغير جدا، لا يقرب من سح المرآة فكيف التساوي؟
فلا تكون الخطوط الخارجة منها غير السهم قائمة على سطح المرآة وموازية للسهم، فلا تكون متعكسة على أتفسها وقد يجاب عن الاعتراض بأن ليس المراد بمساواة ذلك الخط لطول الوجه مساواته إياه في الامتداد، بل المراد مساواته إياه في مجرد كونه موقع الخطوط الشعاعية وفيه بحث لان عرضها إذا كان محاذيا لطول الوجه يصدق أن يقال: إن الأشعة المنعكسة إلى طول الوجه تتعكس من خط مستقيم مساو لطول الوجه بالمعشى المذ كور، فينبغي أن يرى طول الوجه بحاله على ما يقتضيه مساق كلامه، وقيل في الجواب: إن المراد بالمساواة المساواة الحسية فإن الحس يشهد بأن الصورة المشاهدة بالمرآة منطيقة فيها ومساوية للموضع الذي انعكس منه الشعاع البصرى إليها، وإن كانت شهادته مردودة عند العقل لما سبق لكن في كفاية كل مما ذكر في حيز الجوابين في رؤية طول الوجه على ما هو عليه في نفس الأمر على تقدير دون آخر، كما يتبادر من كلامه نظر فليتامل.
قول: من خط بعضه تقيم) أي كمستقيم والمقصود أنه قريب من الاستقامة لأن فيه الانحتاء بطريق الاستدارة في الجسلة لا أنه مستقيم حقيقة، وقد يقال: مراده من خطوط بعضها
مخ ۱۴۶