120

============================================================

المرصد الثالث - المقصد الرابع: المذاهب الضعيفة في هذه المسألة الواحد المتعلق بجميع الأجزاء إجمالا، وليس في ذلك تقدم شيء على نفسه، ولا شك أن المتبادر من هذه العبارة هو أنا إذا تصورنا كل واحد من الأجزاء حتى اجتمعت في ذهننا تصوراتها معا مرتبة يحصل لنا حينيذ تصور آخر مغاير لذلك المجموع المرتب، متعلق بجميع الأجزاء هو تصور الماهية، والوجدان يكذبه فلذلك قال (والحق أن الأجزاء إذا استحضرت) في الذهن (مرتبة) مقيدا بعضها ببعض (حتى حصلت) صورها فيه مجتمعة (فهي) فتلك الأ جزاء المستحضرة المرتية (الماهية) يعنى أن تلك الصور المجتمعة تصور الماهية بالكنه بل عينها كما ستعرفه (لا ان ثمة مجموعا) من التصورات (يوجب) ذلك المجموع (حصول شيء آخر) في الذهن (هو السماهية) أي تصورها وتوضيحه أن صورة كل جزء مرآة يشاهد بها ذلك الجزء قصدا، فإذا اجتمعت صورتان وتقيدت إحداهما بالأخرى صارتا معا مرآة واحدة يشاهد بها مجموع الجزعين قصدا، ويشاهد بها كل واحد منهما ضمنا، وهذا هر تصور الماهية بالكنه الحاصل بالاكتساب من تصوري الجزعين، ومتحد معهما بالذات ومغاير لهما بالاعتبار على قياس حال الماهية بالنسبة إلى جميع أجزائها (فالمعرف) للماهية (مجموع أمور كل واحد منهما متقدم) على الماهية وله مدخل صرفه الشارح إلى ما هو المقصود من ان الأجزاء المستحضرة من حيث إنها مستحضرة هي الصور، وإن قوله: فهي الماهية على حذف المضاف أي تصورها.

قوله: (بل عينها) أي تصور الماهية عين الماهية بالذات، ويمكن أن يعبر عنه بالماهية فلا حاجة إلى حذف المضاف غاية ما في الباب أن يراد من حيث قيامها بالذهن.

قوله: (كما ستعرفه) أى فيي بحث العلم من أن العلم والمعلوم متحدان بالذات، مختلفان بالاعتبار، فمن حيث القيام بالذهن يسمى علما، ومع قطع النظر عنه يسمى معلوما.

قوله: (والكلام فيه) لأن الجواب على اختيار الشق الأول من الشق الثاني، هو آن التعريف بجميع الأجزاء والتعريف به حد تام.

قوله: (يعتني أن تلك الصور المجتمعة الخ) لما كان ظاهر كلام المصنف يفيد القدح في كون مجموع الأجزاء أمرا يوجب حصولها حصول امر آخر هو الماهية، وليس المتبادر من كلام الأرموي ذلك بل ان يكون تصورات الأجزاء امرا يوجب حصولها حصول أمر آخر مغاير لها بالذات، هو تصور المجمرع اعنى الماهية وجه الشارح كلام المصنف بحيث أفاد القدح في ذلك المتبادر، حيث قال : يعتي أن تلك الصور الخ وبين المجموع بقوله: من التصورات والماهية بقوله اي تصورها، والمقصود بذلك دفع اعتراض شارح المقاصد، وأشار بقوله : بل عينها إلى أن المقصود الأصلى ها هنا وإن كان تصور الماهية إلا انه عبر عنه بالماهية تنبيها على اتحاد العلم والسعلوم

مخ ۱۲۰