Sharh al-Jami' al-Sahih
شرح الجامع الصحيح
ژانرونه
قوله: «ومن يطعمها»: الضمير يعود على الذبائح التي ذبحت على الأصنام وقد أنزل الله تبارك وتعالى تحريمها في قوله: {ومآ أهل لغير الله به}[المائدة:3]، {او فسقا اهل لغير الله به}[الأنعام:145].
وقوله: «ومن يدنو منها»: أي يقرب منها، والضمير يعود إلى الأصنام أو إلى الجميع، ويكون عدم الدنو من الذبيحة مبالغة في التنفير عنها وعدم الدنو من الأصنام كناية عن ترك عبادتها وتعظيمها {تلك حدود الله فلا تقربوها}[البقرة:187].
قوله: «والله ما دنوت من الأصنام شيئا»: أي دنوا والتنكير للتقليل ونيابة شيء عن المصدر من جنس إطلاق العام على الخاص على حد قوله تعالى: {لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا}[الإسراء:74]، وليس في هذا دلالة على أنه كان قبل ذلك يدنو من الأصنام، بل قال شارح العدل رحمه الله: يحتمل<1/111> الأمرين، وأقول يصح أن يحمل النفي على التعميم ليطابق ما تقدم من المنقول عن علي ويمكن أن يحمل على الحال الذي كان بعد كلام زيد بن عمرو، وأنه كان قبل ذلك لا يدنو منها توفيقا وعناية من غير أن يعتمد التجنب والنفرة فلما سمع قول زيد بن عمرو انتبه لذلك واعتمد الجفاء والنفرة فيحمل القسم على هذا المعنى ليوافق ظاهر السياق.
قوله: «حتى أكرمني الله بالنبوة»: فيه دليل على أن النبوءة كرامة من الله تعالى وأنها لا تحصل بالكسب، وهذا إجماع من أهل الإسلام، وإن خالف فيه بعض الملحدين قال بعضهم
ولم تكن نبوءة مكتسبة ولو رقى في الخير أعلى عقبه
قوله: «قال وبعث»: أي أرسل فالبعثة هي الإرسال والظاهر أن هذا القائل هو أبو عبيدة أخذا عمن أخذ عنه ذلك من الصحابة، أو من الثقات عن الصحابة.
مخ ۱۲۸