Sharh al-Fatwa al-Hamawiyya

Khaled Al-Musleh d. Unknown
95

Sharh al-Fatwa al-Hamawiyya

شرح الفتوى الحموية

ژانرونه

إنكار المفوضة لمعاني آيات وأحاديث الصفات قال: (يقولون: إن الرسول ﷺ لم يعرف معاني ما أنزل الله إليه من آيات الصفات، ولا جبريل يعرف معاني الآيات) فنفوا معرفة ذلك عن النبي ﷺ وهو أكمل البشر، وعن جبريل الذي هو أشرف الملائكة، فإذا كان النبي ﷺ لا يعرف ذلك، ولا جبريل يعرف ذلك فمن يعرفه؟ لا يعرفه أحد، فالواجب -إذًا- الوقوف على الألفاظ دون النظر إلى معانيها ولا إلى دلالاتها. قال: (ولا السابقون الأولون عرفوا ذلك)؛ لأن السابقين الأولين تلقوا عن النبي ﷺ، وعن القرآن الذي جاء به جبريل من رب العالمين، فإذا كان جبريل والنبي ﷺ لا يعرفان ذلك، فالسابقون المتلقون عن الكتاب والسنة لم يعرفوا ذلك. ثم قال: (وكذلك قولهم في أحاديث الصفات: إن معناها لا يعلمه إلا الله مع أن الرسول تكلم بها ابتداء) يعني: تكلم بها ابتداء في وصف الله ﷾، فذكر في الحديث ما لم يذكره القرآن، وذكر في السنة من صفات الله ﷿ ما لم يأت به القرآن، هذا معنى قوله: (تكلم بها ابتداء)، فعلى قولهم يكون قد تكلم بكلام لا يعرف معناه، ولا يعرف دلالاته. وإنما أضاف هذا ليبين أنه إذا ساغ أن نقول: إنه لم يعرف ما نقله جبريل إليه، فكيف يسوغ أن نقول: إنه تكلم بكلام في وصف الله ﷿ ابتداءًَ ثم لا يعرف معناه، فهذا أغلظ في التهمة للنبي ﷺ؛ لأنه في المرتبة الأولى يسوغ على قولهم أن يكون النبي ﷺ قد نقل وبلغ ما لم يعلم معناه، لكن كيف يبتدئ كلامًا في وصف الله ﷿، وهو لا يعقل هذه المعاني التي يتكلم بها؟ وهذا فيه أعظم الفرية على النبي ﷺ؛ ولذلك وصف شيخ الإسلام ﵀ أهل التجهيل بأنهم من شر أهل البدع؛ لأن مقتضى بدعتهم أن الله خاطب الناس، وأن الرسول ﷺ تكلم في حق الله ﷿، بما لا يعقل معناه ولا يفهم ولا يعرف، وأن الكتاب لم يأت هدىً ولا بيانًا ولا موعظةً ولا إرشادًا للناس، إنما جاء لتضليلهم والتضييق عليهم، ومخاطبتهم وتكليفهم بما لا يعقلون ولا يعرفون.

11 / 5