Sharh al-Arba'een al-Nawawiya by Atiyya Salim
شرح الأربعين النووية لعطية سالم
ژانرونه
يقين أبي بكر وعمر فيما يأتي عن النبي ﷺ
وإن كان بعض المؤمنين بمجرد أن يسمع الخبر لَكأنه رأى بعينه، ونذكر من ذلك ما جاء عند ابن كثير في البداية أن الرسول ﷺ ذات يوم قال: (إن رجلًا كان فيمن قبلكم ركب بقرة فضربها فقالت: يا هذا! لم أخلق لذلك، فقال الناس: واعجبا! بقرة تتكلم؟! فقال ﷺ: نعم.
وأنا أؤمن بذلك ومعي عليه أبو بكر وعمر - أبو بكر وعمر ليسا حاضرَين-، وما هما ثمة، ورجل كانت له غنم، فجاء ذئب وخطف شاةً فأدركه وخلصها منه، فالتفت إليه الذئب وقال: أنت خلصتها مني، من لها حينما لا يكون لها راعٍ غيري! قالوا: سبحان الله! ذئب يتكلم؟! قال: نعم.
وأنا أؤمن بذلك ومعي أبو بكر وعمر، وما هما ثمة) وهنا يتجلى اليقين بمجرد سماعِ الخبرِ.
والصديق رضي الله تعالى عنه لما أصبح النبي ﷺ يخبر بأمر الإسراء والمعراج وقام أهل مكة يصفقون ويصفرون وذهبوا سراعًا إلى أبي بكر وقالوا: (اسمع ماذا يقول صاحبك! قال: ما يقول؟ قالوا: يقول: إنه ذهب البارحة وأتى إلى بيت المقدس، وأسري به إلى السماوات، ثم نزل إلى الأرض وجاء في ليلة، ونحن نضرب أكباد الإبل شهرًا ذهابًا وشهرًا إيابًا.
قال: أقال ذلك؟ قالوا: نعم.
قال: لَإن قاله فهو صادق.
قالوا: كيف تصدقه على مثل ذلك.
قال: أنا أصدقه على ما هو أبعد من هذا، أصدقه على خبر السماء، فكيف لا أصدقه على بيت المقدس؟! إذًا: بعض الناس يكون اليقين والإيمان عنده بمجرد سماع الخبر ولا يعتريه أدنى شك.
21 / 4