قال الله ﷿؟ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ؟ [الأنعام: ١٧]، الفاء هنا واجبة لأن الجواب هنا جملة اسمية، قال الله ﷿؟ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ؟ [آل
عمران: ٣١]، جواب الشرط هنا جملة فعلية طلبية، قال الله ﷿؟ فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ؟ [الكهف: ٤٠]، عسى هنا فعل ماضي جامد يجب اقترانه بالفاء، قال الله ﷿؟ قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ؟ [يوسف: ٧٧]، إذا كانت الجملة مبدوءة بـ "قد" وجب اقترانها بالفاء، قال الله ﷿؟ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ؟ [التوبة: ٢٨]، كذلك إذا كانت الجملة مبدوءة بكلمة "سوف" فإنه يجب اقترانها بالفاء، وقال الله ﷿؟ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ؟ [آل عمران: ١١٥]، وهذه الجملة الواقعة جوابًا للشرط هنا مبدوءة بـ "لن"، وقال الله ﷿؟ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ؟ [يونس: ٧٢]، بدأت جملة الجواب بـ "ما"، فيجب اقترانها بالفاء، وقد تُحذف هذه الفاء جوازًا، لكنه ليس الكثير، الكثير أن تكون ثابتة في هذه المواضع التي ذكرتها، ومما وردت فيه محذوفة قول الشاعر "من يفعل الحسنات الله يشكرها "، "الله" مبتدأ، "يشكرها" جملة خبرية، والجملة هنا الواقعة جوابًا للشرط جملة اسمية، ومع ذلك لم تقترن بالفاء، ولكن الكلام كما ترون شعر، فلا بأس بأن يكون خاليًا من الفاء، ولكنه خاصٌّ بالشعر.
هذا المواضع التي يجب فيها اقتران جواب الشرط بالفاء، وقد جاءت عرضًا لأننا ذكرنا الآية التي استشهدنا بها في الحرف الذي قبل قليل.
1 / 117