42

Sharh Al-Ajrumiyyah by Al-Asmarī

شرح الأجرومية للأسمري

ژانرونه

في أن النحويين جمعوا الأحرف الأربعة الزائدة في المضارع في أكثر من كلمة (أنيت، نأتي، يأتن، نأيت: أي ابتعدت) . غير أن الْمُصَنِّف - يرحمه الله - اقتصر على (أنيت) تفاؤلًا بإدراك الطالب بغيته من هذا المتن المبارك. قاله بعض الشراح. ثالثها: في قوله (وهو مرفوع أبدًا) حَيْثُ يتعلق به أشياء: الأول: أن الأصل في المضارع أنه مرفوعٌ أبدًا سواءٌ أكان رَفْعه بالضمة الظاهرة أو الْمُقَدَّرَة أو بثبوت النون كما في الأمثلة السِّتة وغير ذلك. الثاني: أن عِلَّة رَفْع المضارع هو تجرده عن الناصب والجازم. وبيانه: أن علل الإعراب نوعان: الأول: عللٌ لفظية كحرف الجر مع الاسم المجرور وهي الأكثر. والثاني: عللٌ معنوية وهي شيئان: الأولى: الابتداء حَيْثُ إِن الاسم المبدوء به يُسَمَّى مبتدأً، وعِلَّة رَفْعه معنوية تُسَمَّى الابتداء. الثانية: فهي التجرد عن الناصب والجازم في الفعل المضارع. قوله: (فالنواصب عشرة) النواصب واحدها ناصب، وسبق الكلام عنه. قوله: (عشرة) لها توجيهان: التوجيه الأول: أنها عشرة عند الكوفيين. التوجيه الثاني: أنها عشرة، فمنها ما ينصب بنفسه، ومنها ما ينصب بإضمار (إن) قبله. والنواصب التي ذكرها الْمُصَنِّف نوعان: أما النوع الأول: فما ينصب بنفسه. وأما النوع الثاني: فما ينصب بإضمار (إن) قبله. أما ما ينصب بنفسه فأربعة أشياء: الأول: (أن)، ولها شرطان: أما الشرط الأول: فهو أن تكون مصدرية لا موصولية ونحو ذلك. ومعنى كونها مصدرية أي أنها مع الفعل التي تدخل عليه بمصدر. كقولك: (أن تقول) أي: (قولك) لأنَّ (تقول): فعل مضارع من: قال يقول قولًا - التصريف الثالث للفعل الذي يُسَمَّى مصدرًا -؛ ولذلك قيل (قولك) . وأما الشرط الثاني: ألا تكون مسبوقة بعلم يقيني بل يكون ما قبلها أحد شيئين:

1 / 48