38

Sharh Al-Ajrumiyyah by Al-Asmarī

شرح الأجرومية للأسمري

ژانرونه

وفيه مقاصد: أولها: قوله (الأفعال ثلاثة) ويتعلق به شيئان: أولهما: طريقة الْمُصَنِّف في حَصْر جنس الْمُتَكَلِّم فيه وهي الأفعال ثُمَّ اتباع ذلك بمعرباته وعلاماته وما إلى ذلك وهي طريقة مستحسنة في التعليم، قاله ابن هشام في [المغني] . ثانيهما: هو دليل ذلك الحَصْر إذ دَلَّ عليه دليلان: أولًا: دليل الاستقراء التام حَيْثُ استقرأ أئمة اللُّغَة أنواع الأفعال فوجدوها لا تخرج عن ثلاثة: ماض ومضارع وأمر. وهذا أمرٌ مجمع عليه. قاله السيوطي في (الأشباه والنظائر في النحو) . ثانيًا: دليل النظر حَيْثُ سبق أن الفعل حدثٌ يتعلق بزمن، والأزمان ثلاثة حقيقة واستقراء بإجماع العقلاء. فأولها: زمن الماضي، حَيْثُ إِن الفعل يتعلق به كـ (ضرب) . والثاني: زمن الحال، حَيْثُ إِن الفعل يتعلق به كـ (يضرب) . والثالث: زمن الاستقبال، حَيْثُ إِن الفعل يُطلب إيقاعه فيه كـ (اضرب) . ثانيها: قوله (ومضارع) حَيْثُ يتعلق به شيئان: أولهما: معناه في اللُّغَة؛ إِذْ إِنَّه بمعنى المتشابه. قاله في [اللسان] ومِنْ ثَمَّ قيل للفعل المضارع أنه مضارع لشبهه بالاسم من حَيْثُ كونه معربًا في أكثر أحواله وما إلى ذلك. والثاني: في زمنه؛ حَيْثُ ذهب جمهور النحاة، وبه جزم سيبويه: أن زمن المضارع يشمل زمن الحال وزمن الاستقبال فكلمة (يأكل) من جملة (يأكل مُحَمَّدٌ التفاحة) تتعلق بالزمن الحاضر، وهو عند إيقاع تلك الجملة وبعدها وهو زمن الاستقبال. وثالثها: قوله: (وأمرٌ) إذ فيه دلالة على أنَّ فعل الأمر مستقل عن المضارع، وعليه أكثر نسخ المتن، قاله جمعٌ من الشُّراح كالرملي وغيره. ورابعها: قوله (نحو ضرب ويضرب واضرب) إذ هي أمثلة، فالأول للفعل الماضي لتعلق الحدث بزمنه، والثاني للفعل المضارع لتعلق الحدث بزمنه، والثالث فعل الأمر لتعلقه بزمن الأمر.

1 / 44