قال المفسر: هذا الفصل ملائم للفصل الذي يقول إنه «لا شبع ولا جوع ولا غير ذلك من الأشياء خير إذا كان زائدا على قوة الطبيعة (ii. 4) (316)»، فلذلك قال في هذا الفصل إنه حيث تدخل كثرة من الطعام المخالف للطبيعة تفعل مرضا والدليل على أن من كثرة ذلك الطعام المضار للطبيعة يكون المرض ما يأتي من برء ذلك المرض مع قوة (؟) ذلك الطعام وأن المرض يذهب مع ارتفاع ذلك الطعام الذي هيجه. وينبغي أن نعرف أن الكثرة من الطعام وجهين: إما أن يكون [P63] كثيرا بملئ الأوعية بكثرته؛ وإما أن يكون قويا على الطبيعة من غير أن يملأ الأوعية بكثرته. فإن كانت الطبيعة قوية وأكثر عليها من الطعام المخالف بقدر ما لا تقوى عليه غلب موتها، وإن كان الطعام قليلا والقوة ضعيفة صار ذلك القليل عليها كثيرا لضعفها. ويقال للكثير مع قوة الطبيعة كثيرا إذا كثر عليها. ويقال للقليل أيضا كثير بقياس ضعف الطبيعة عنه. فإن قال قائل أفما بد (؟) لكثرة الطعام من أن يأتي بمرض وإن (317) كانت تلك الكثرة موافقة A للجسد، قلنا إن أبقراط قد فسر هذا القول بقول «كثرة الطعام المخالف للطبيعة» ليخبرنا أن المخالف هو الذي يأتي بالمرض.
ii. 18 فصل آخر يذكر فيه الأطعمة
[aphorism]
قال أبقراط: الأطعمة التي تربى (318) بغتة سريعا فتلك يكون برازها سريعا.
[commentary]
مخ ۲۶