قال المفسر: هذا الفصل يحتاج إلى تفسيرين: أحدهما أن يفسر اسم الجوع ما هو، والآخر أن يفسر أمره ومرضه. فينبغي أن نبدأ بتفسير الاسم فنقول إن اسم الجوع يدل على عدم الطعام والشراب بطوع منا أو كره. أما بطوع فعلى وجه الصيام، وأما كرها فعلى وجه العدم. ويدل أيضا على مرض يسمى الجوع وهو الكلب على الطعام لأن صاحبه لا يصبر على الطعام ولا يشبع من أجل أن الطبيعة لا تطبخه ولا يصل إلى الجسد منه منفعة. ويدل أيضا على مرض آخر أشد من هذا يقال له جوع بقوى يكون من قبل ذهاب الطبع كله حتى لا يقدر الطعام على الثبوت في المعدة فلا يشبع صاحبه من الطعام. ثم نعرف أي جوع ذكر أبقراط من هذه الثلاثة فنقول إنه ذكر الجوع الأول الذي من الصيام تطوعا أو من عدم الطعام كرها فقال: لا ينبغي لمن كان تطوعا أو كرها أن يكد نفسه ولا ينصب. فبحق قال إنه لا ينبغي لمن كان صائما تطوعا [P62] أو كرها أن يتعب ولا ينصب ولا يعيا، لأن الجسد الصائم هو إلى الترطيب بالطعام والشراب أحوج منه إلى أن يتعب وينصب فيزداد يبسا. فإن قال قائل: فليس ينبغي لمن نصب أن يتعب ولا ينصب ولا نأمر بذلك كثيرا، B قلنا: نعم إذا كان كثير اللجم رطب الجسد لأن في عظم جسده تحملا للنصب. فأما ما كان ناحل (315) الجسد فذلك أولى بترطيب الطعام والشراب من التعب والنصب مع نحول جسده.
ii. 17 فصل آخر يذكر كثرة الطعام المخالف
[aphorism]
قال أبقراط: حيث تدخل كثرة من الطعام المخالف للطبيعة يكون من مرض والبرء دليل على ذلك.
[commentary]
مخ ۲۶