قال المفسر: في هذا الفصل علامات للقضايا بالفرج، وليس الفرج الذي يفرج الكيموس المهيج للمريض بإبرازه الفضول ولكن الفرج الذي يفرجه باندفاعه إلى المفاصل أو إلى ناحية من الجسد. فلذلك قال «إن وقع في الحلق وجع أو خرجت في الجسد جراحات» ليخبرنا أن ذلك الوجع في الحلق هو من جراح الخراجات في الجسد ومن قروح وإنما كانت من قبل اندفاع (304) الكيموس في الحلق (305) وظاهر الجسد لأنه تفرج باندفاع ولم يتفرج بخروج من الجسد مع الفضول من مجاريها. فينبغي أن نعرف أن الفرج (306) B بالاندفاع وجهين أحدهما مخالط [P60] والآخر لاحق. وتفسير ذلك أن ذلك الكيموس المندفع ربما خالط الفضول فيخرج مع بعضها وربما لحق بالموضع الواهي العليل من الجسد. ولذلك أراد أبقراط ألا (307) يعمى علينا شيئا من الوجوه فقال عند ذلك «ينبغي أن ننظر في البراز» يعني عند الوجع الواقع في الحلق والقرح الظاهر في الجسد من قبل اندفاع الكيموس عند انفراجه. فإن رأينا (308) في البراز مرة صفراء، عرفنا أن الكيموس كيموسها الذي كان هيج المرض لم يتفرج بدفع الطبيعة إياه حيث اندفع مخالط الجسد كله ووسخه وأنه لا ينبغي أن يطعم صاحبه حتى تتفرج تلك المرة وينقى الجسد منها. وإن (309) رأينا البراز شبيها ببراز الأصحاء، عرفنا أن المرة لحقت بالورم الذي في الحلق وبالقروح التي (310) في الجسد لخفتها ولم تخالط الجسد كله وأن إطعام صاحب ذلك ثقة. فلذلك قال «فإن كان مرة صفراء فالجسد كله مريض، وإن كان مثل براز الأصحاء فإطعام الجسد النقي ثقة (311)». وهذا التفسير يجري على من كان به مرض فأصابه وجع في حلقه وقروح في جسده. فأما من أصابه ذلك من غير مرض وهو صحيح فإن الورم الذي يعرض له في الحلق يكون من قبل نزلة بلغم ينزل (312) من الدماغ لبخار صعد من المرة فأذي به، والقروح التي تخرج في الجسد تكون من قبل كيموس زائد وفاسد، ويعرف حال ذلك من قبل ما يبرز في البول والبراز. فإن كانت ظهرت A فيها مرة أو غيرها من الكيموسات عرفنا من [P61] حيث أوثئ (313) الجسد فأنقيناه (314) من الكيموس الذي أفسده بفصد العروق أو بسقي الأدوية على نا ينبغي.
ii. 16 فصل آخر يذكر الجوع
[aphorism]
قال أبقراط: حيث الجوع لا ينبغي النصب.
[commentary]
مخ ۲۵