قال المفسر: قول (261) أبقراط في هذا الفصل يجري على الجسد والنفس لأن قوله فيما ليس يبقى من الأجساد يخبر أن القوة في تلك الأجساد موفرة من الكيموس. قال: حملت عليها من الطعام ثقلا (262) أغرقت القوة ولم تحمل الثقل (263) فضررت الجسد لأن القوة تغرق وتهلك بمنزلة السراج إذا أدفعت عليه الزيت إدفاعا أطفئته، وإن صببته قليلا قليلا أقبل إلى طبيعة السراج (264). فلذلك لا ينبغي لمن بجسده حمى أو بقية مرض أو وسخ من كيموس زائد أو فاسد أن يطعم غير ماء الشعير حتى يستنقى من ذلك. فإنك كلما أطعمته زدت جسده ضررا. كذلك النفس إذا لم تكن نقية فأطعمتها من كلام الحكمة ضررتها. وتفسير ذلك أنه إذا كان الذي يريد تعلم الحكمة قد تعلم قبل ذلك تعليم سوء من الكذب والفحش وما لا خير فيه فليس ينبغي أن يعلم علم الحكمة الصادق النقي حتى ينقى نفسه من وسخ (265) علم السوء الكذب. فأما بقية قول أبقرلااط في هذا الفصل إذ قال إنه «أمثل أن تملأ المعدة شرابا ولا تملأ (266) [P54] طعاما» فهو يشبه ما قال A في الفصل قبله إن «ما نحل من الأجساد في زمن طويل فليرد بطيئا، وما نحل في زمن قليل فليرد سريعا (ii. 7)» فأراد أن يتم ذلك المعنى بهذا القول ويعلمنا أن نحول الجسد بالمرض المزمن (267) قد وصل إلى شداد الجسد وأنه ينبغي لصاحبه أن يطعم طعاما قريفا لتقوى تلك الأركان التي قد وصل إليها نحول بطول المرض، وأن نحول الجسد بقلة المرض لم يصل إلى الأركان وإنما أفرغ أرواحا ورطوبات وأن رطوبة الشراب عند ذلك تملأ نقصان الرطوبات المتفرغة بذلك المرض. فلذلك قال إنه «أيسر أن تملأ المعدة شرابا ولا تملأ طعاما» يعني بذلك أن تملأ نقصان الرطوبات (268) برطوبة الشراب أيسر من ملئ نقصان شداد الجسد بشديد الطعام، لأن للطعام (269) من المؤنة على المعدة في التمشية وعلى الكبد في الطبخ ما ليس في الشراب. ومعناه في الشراب ما قال جالينوس ليس بشرب الماء لأن الماء لا يريى (270) ولا الخمر الرقيق لأنه ضعيف التربية ولكن الخمر الغليظة السوداء لأن فيها طائفة أرضية وطائفة لطيفة فهو يشبع ويريى (271) بمنزلة الطعام مع سرعة انطباخه وتصعده وتفريجه على الطعام. فلذلك نأمر أهل الأحزان (272) بشرب الخمر لأنها تقوى وتتصعد سريعا وتذهب الحزن.
ii. 12 فصل آخر يذكر البقايا [P55]
[aphorism]
قال أبقراط: البقايا من الأمراض في الأجساد بعد أيام القضاء بالفرج من عادتها فعل المراجعة.
[commentary]
مخ ۲۲