359

شرف المصطفی

شرف المصطفى

خپرندوی

دار البشائر الإسلامية - مكة

د ایډیشن شمېره

الأولى - 1424 هـ

ژانرونه

سيرت
تصوف

ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يهمون به إلا ليلتين، كلتاهما عصمني الله منهما، قلت ليلة لبعض فتيان مكة ونحن في رعاية غنم أهلينا، فقلت لصاحبي: انظر لي غنمي حتى أدخل مكة فأسمر فيها كما يسمر الفتيان، فقال: بلى، فدخلت حتى إذا جئت أول دار من دور مكة سمعت عزفا بالغرابيل والمزامير، فقلت: ما هذا؟ فقيل: تزوج فلان فلانة، فجلست أنظر، فضرب الله على أذني، فو الله ما أيقظني إلا مس الشمس، فرجعت إلى صاحبي، فقال: ما فعلت؟ فقلت: لا شيء، ثم أخبرته بالذي رأيت.

ثم قلت له ليلة أخرى: انظر لي غنمي حتى أسمر بمكة، ففعل، فلما جئت مكة سمعت مثل الذي سمعته تلك الليلة، فسألت فقيل: فلان نكح فلانه، فجلست أنظر، وضرب الله على أذني فو الله ما أيقظني إلا مس الشمس، فرجعت إلى صاحبي فقال: ما فعلت؟ فقلت: ما فعلت شيئا؛ ثم أخبرته بالخبر، فو الله ما هممت ولا عدت بعدها لشيء من ذلك حتى أكرمني الله عز وجل بنبوته.

- قوله: «حتى أكرمني الله عز وجل بنبوته» :

أخرجه ابن إسحاق في سيرته [/ 79- 80] ، ومن طريقه البخاري في تاريخه معلقا [1/ 130] ، والبزار في مسنده [3/ 129 كشف الأستار] ، رقم 2403 بلفظ مختصر، والبيهقي في الدلائل [2/ 34] ، وصححه ابن حبان كما في الإحسان برقم 6272، والحاكم في المستدرك [4/ 245] ، ووافقه الذهبي في التلخيص، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد [8/ 226] : رواه البزار ورجاله ثقات، وقال السيوطي في الخصائص [1/ 219] : قال ابن حجر:

إسناده حسن متصل، ورجاله ثقات.

قال أبو عاصم: كأن الحافظ ابن كثير تردد في ثبوته لما في السياق من الغرابة فقال في تاريخه [4/ 228] : هذا حديث غريب جدا، وقد يكون عن علي-

مخ ۴۴۵