شمس العلوم او د عربو خبرو د درملنې دوا

نشوان الحمیری d. 573 AH
57

شمس العلوم او د عربو خبرو د درملنې دوا

شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم

پوهندوی

د حسين بن عبد الله العمري - مطهر بن علي الإرياني - د يوسف محمد عبد الله

خپرندوی

دار الفكر المعاصر (بيروت - لبنان)

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

د خپرونکي ځای

دار الفكر (دمشق - سورية)

وكذلكَ معْجِزةُ عِيسى ﵇، هي إِحياؤُه للموتَى، وإِبراءُ الأَكْمَهِ، والأبرَصِ الذي لا يَبْرأ لأنه بُعِثَ إِلى قَوْمٍ يتَفَاخَرُنَ في الطِّبِّ، فَأتَاهُم بما بَهَرَهُم من كلِّ مُعْجِبِ. وكذلكَ معجِزَةُ نبيِّنا محمدٍ، النبيِّ الأمِّي ﷺ، بُعِثَ إِلى الأُمِّيّين من العَرَب، وهم يَتَبَارَوْن في الفَصاحَةِ في الشّعْرِ والخُطَب، فكانَ معجزتَه القرآنُ الذي عَجِزوا أن يأتُوا بمثْلِه، وأن يُعارِضوا من السُّوَرِ بِشَكْلِه. فخاطَبَهمُ اللّاه- ﷿ بما يفهمون، لأنّهم أُمّيّون لا يَعْلَمون، ففرَض عليهم الصلاةَ والزَّكاةَ والصّيامَ، وغيرَها من شَرائِع الإِسْلام. وقال لهم في هِلالِ شَهْرِ رَمَضان، «صُوْمُوا لرؤْيَتِه وأَفْطِروا لرُؤْيَتِه» «١» ، فتُوافِقُ الرؤيةُ حِينًا الحِسابَ، وتُخالِفُ حينًا وهيَ لا تَعْدو الصّواب، لأنّهم أُمِّيون، لا يعرِفُون غير رَؤيةِ الأَبْصار والعُيون. وأكْثَروا سُؤَالَه عن عِلْم السَّاعة، فأجابَهم اللّاه تعالى بجواب مفهم لواحدِهم والجَمَاعة، فقال تَعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ السّااعَةِ أَيّاانَ مُرْسااهاا قُلْ إِنَّماا عِلْمُهاا عِنْدَ رَبِّي لاا يُجَلِّيهاا لِوَقْتِهاا إِلّاا هُوَ «٢». وقد روى علماءُ الهند في العِلْم الذي نزّلَه اللّاهُ تَعالى على نَبِيّه إِدْريسَ أنّ اللّاه تعالى أَعْلَمَه بها «٣»، ودَلَّه على بُعْدِها وقُرْبها. فقالوا: إِنّ اللّاهَ تَعالى بعَظِيم قُدْرَتِه، ولَطيفِ حِكْمَتِه، خلَقَ الكَواكِبَ السَبْعةَ كُلَّها وهي: زُحَلُ، والمُشْتَرِي، والمِرِّيخ، والشَّمسُ، والزُّهْرَة، وعُطارِدُ، والقَمَر، في أوَّلِ دقيقةٍ من الحَمَلِ بأَوْجَاتها «٤» وهيَ المواضِعُ التي ترتفع فيها وجَوْزهِرَاتِها وهي المواضِعُ التي يُعرفُ بها عُروضُ الكَوَاكب. ولكل كوكَبٍ منها سَيْرٌ

(١) هو بلفظه من حديث أبي هريرة عند النسائي في كتاب الصوم (٤/ ١٣٣) وأخرجه أحمد (٤/ ٣٢١) من حديث عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب؛ وانظر كشف الخفاء (٢/ ٣٣: ١٦٣٠). (٢) سورة الأعراف: ٧/ ١٨٧. (٣) أي أعلمه بالساعة وقيام القيامة. (٤) أوجاتها: جمع أوجٍ، وهو: أعلى نقطة في مدار الكوكب، ويقابله: الحضيض.

1 / 39