72

Shama'il al-Rasul

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

خپرندوی

دار القمة

د ایډیشن شمېره

-

د خپرونکي ځای

الإسكندرية

ژانرونه

التفسير الميسر والذي ذكرته آنفا، وكفى النبي ﷺ تزكية أن تطلق الحكمة على سنته الشريفة. ٣- أنه ﷺ سير بي هذه الأمة على خير الأخلاق والأقوال والأفعال، بما يضمن لها طهارة القلوب والعقول، ورد في دعاء إبراهيم ﷺ وَيُزَكِّيهِمْ. الفائدة الثالثة: وجوب امتنان هذه الأمة للخليل إبراهيم ﵊، الذي دعا ربه واجتهد- كما رأينا- في دعائه، فكان من بركة دعائه أن بعث الله فينا وإلينا خير خلقه أجمعين ﷺ. الفائدة الرابعة: ليس تأخير استجابة الدعاء أو عدم معاينة العبد لاستجابة الله دعائه، شاهد أو قرينة على رد دعاء المؤمن، كلا، فالله ﵎ قد استجاب دعاء الخليل كأحسن ما يكون ولم يعاين صاحب الدعاء الإجابة، ولكن تأخّر الإجابة كان لحكمة بليغة ترفع مقام الداعي الخليل فقد استجاب الله دعاءه في خاتم النبيين. الفائدة الخامسة: علو مكانة إبراهيم ﵇ عند ربه، وذلك بأن وفقه لمثل هذا الدعاء وألهمه إياه وجعل هذا الدعاء مقدمة لبعثة خير الأنبياء ﵊، ثم جعله أبا أكبر للمصطفى ﷺ، بل جعل كل الأنبياء من بعده من ذريته، قال تعالى: وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ [العنكبوت: ٢٧]، وهذا الذي جعل العلماء يقولون: إن إبراهيم ﷺ هو خير الأنبياء جميعا بعد نبينا ﷺ. ٢- ذكره ﷺ في التوراة والإنجيل: قال تعالى: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف: ١٥٧] . من نعم الله ﷾ المتتالية والمتعاقبة على نبيه ﷺ أن جاء ذكره بل نعته وما يؤمر به وما ينهى عنه في التوراة والإنجيل. بعض فوائد الآية الكريمة: الفائدة الأولى: من دلائل رفع الله ﵎ ذكر النبي ﷺ أنّ ذكره قد ورد في

1 / 77