349

Shama'il al-Rasul

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

خپرندوی

دار القمة

شمېره چاپونه

-

د خپرونکي ځای

الإسكندرية

ژانرونه

فرآها عليه رجل من الصّحابة، فقال: يا رسول الله ما أحسن هذه فاكسنيها. فقال:
«نعم» . فلمّا قام النّبيّ ﷺ لامه أصحابه قالوا: ما أحسنت حين رأيت النّبيّ ﷺ أخذها محتاجا إليها ثمّ سألته إيّاها وقد عرفت أنّه لا يسأل شيئا فيمنعه. فقال: رجوت بركتها حين لبسها النّبيّ ﷺ لعليّ أكفّن فيها) «١» .
الشّاهد في الحديث:
أن النبي ﷺ مع حاجته إلى البردة، كساها لأحد أصحابه بمجرد أن سأله إياها.
بعض فوائد الحديث:
الفائدة الأولى:
في الشمائل النبوية:
١- تقشفه ﷺ مع ما فتح الله عليه من بلاد، ومع ما كان يأتيه من غنائم وأموال كثيرة، حتى إنه يحتاج إلى بردة، تهديها له امرأة، تكون له إزارا، يقول الراوي واصفا حال النبي ﷺ: (فأخذها النبي ﷺ محتاجا إليها)، ومما يوضح شدة احتياجه إليها، قول الراوي:
(فخرج إلينا وإنها إزاره)، أي أنه لبسها في نفس المجلس.
٢- تواضعه ﷺ ويتجلى ذلك في قبوله الهدية من امرأة، وإظهاره الاحتياج إليها، وارتدائها في نفس المجلس.
٣- إيثاره أصحابه على نفسه، وأن تلك كانت عادته، لقول الراوي: (ثم سألته وعلمت أنه لا يرد)، أي أن عدم رد السائل كان مسلكه دائما ﷺ، وتدبر أن النبي ﷺ قد خلعها للسائل بعد أن لبسها.
٤- رحمته وشفقته ﷺ بالسائل فيعطيه ولو كان ﷺ في حاجة لما يعطيه.
٥- زهده ﷺ في الدنيا وعدم خشيته الفقر، ورجاء ما عند الله، وحسن الظن به- ﷾ ومن ذلك ما رواه أبو سعيد الخدريّ ﵁: (أنّ ناسا من الأنصار سألوا رسول الله ﷺ فأعطاهم، ثمّ سألوه، فأعطاهم، ثمّ سألوه، فأعطاهم حتّى نفد ما عنده، فقال: «ما يكون عندي من خير فلن أدّخره عنكم» «٢» .
كما يتفرع عليه، أن من السّنة، أن يعطي المسلم ويبذل ما عنده، ولو كان فقيرا، لقوله

(١) البخاري، كتاب: الأدب، باب: حسن الخلق والسخاء ...، برقم (٦٠٣٦) .
(٢) البخاري، كتاب: الرقاق، باب: الصبر عن محارم الله ...، برقم (٦٤٧٠)، مسلم، كتاب: الزكاة، باب: فضل التعفف والصبر، برقم (١٠٥٣) .

1 / 357