239

Shama'il al-Rasul

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

خپرندوی

دار القمة

د ایډیشن شمېره

-

د خپرونکي ځای

الإسكندرية

ژانرونه

غير الأولى، بالنسبة لمقامه ﷺ، فيعدّ إتيانه خلاف الأولى من الأمور ذنبا في حقه ﷺ يستحق عليه المغفرة، أما في حق غيره من عموم المسلمين فلا يعتبر ذنبا، قال صاحب المنتخب: (ليغفر الله لك ما تقدم مما يعدّ لمثل مقامك ذنبا وما تأخر منه) «١» .
أدلة على عظم أمر غفران الله- ﷿ للنبي ﷺ
ما تقدم من ذنبه وما تأخر:
١- من جهة نبينا ﷺ:
روى مسلم في صحيحة عن قتادة أنّ أنس بن مالك حدّثهم قال: لمّا نزلت إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ [الفتح: ١- ٢] ... إلى قوله: فَوْزًا عَظِيمًا، مرجعه من الحديبية، وهم يخالطهم الحزن والكابة وقد نحر الهدي بالحديبية فقال: «لقد أنزلت عليّ آية هي أحبّ إليّ من الدّنيا جميعا» «٢» .
٢- من جهة عيسى ﵇:
ورد في حديث الشفاعة الطويل أن عيسى قال للناس لما طلبوا منه الشفاعة: (ائتوا محمدا ﷺ عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر)، فلم يذكر عيسى ﷺ في حق نبينا ﷺ أنه خاتم النبيين أو أنه خليل الرحمن أو أنه سيد ولد آدم، ولكن ذكر فيه ما يعتقد أنه أعظم صفاته التي تؤهله ﷺ للوقوف بين يدي ربه- ﵎ للشفاعة العظمى، وهي أن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فتدبر.
٣- من جهة المسلمين:
ما رواه البخاري عن أنس بن مالك ﵁: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا، قال: الحديبية، قال أصحابه: هنيئا مريئا، فما لنا؟ فأنزل الله: لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ، فلقد هنّئوا النبي ﷺ على هذا التشريف الإلهي العظيم لما علموا من شرف هذه المنزلة.
١٩- النصر بالرعب:
قال تعالى: سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ [الأنفال: ١٢] .
٢٠- النصر بالصبا:
عن ابن عبّاس، عن النّبيّ ﷺ أنّه: «قال نصرت بالصّبا وأهلكت عاد بالدّبور» . رواه البخاري «٣» .

(١) انظر «المنتخب» .
(٢) مسلم، كتاب: الجهاد والسير، باب: صلح الحديبية في الحديبية، برقم (١٧٨٦) .
(٣) البخاري، كتاب: المغازي، باب: غزوة الحديبية، برقم (٤١٧٢) .

1 / 245