201

Shama'il al-Rasul

شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

خپرندوی

دار القمة

د ایډیشن شمېره

-

د خپرونکي ځای

الإسكندرية

ژانرونه

- ثبوت عرش الرحمن، وكذب من ادعى، أن العرش، إنما يراد به الملك، وثبوت أن العرش له مكان معلوم، فوق السماوات السبع، لقوله ﷺ: «فأنطلق فاتي تحت العرش»، وأن العرش شيء مادي محسوس، يقع تحته العبد ساجدا، يصدق ذلك ما ورد عند البخاري، عن أبي سعيد ﵁ عن النّبيّ ﷺ قال: «النّاس يصعقون يوم القيامة فأكون أوّل من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطّور» «١» . ثبوت استواء الله- ﷾ على عرشه استواء يليق بجلاله وكماله، ودليله: «فأقع ساجدا لربي- ﷿» . ولولا استواء الله على العرش، ما كان للسجود تحت العرش من معنى، ولكان السجود للعرش، وليس لله المستوي على عرشه، ومع اعتقادنا هذا، فإننا ننزه الله من مشابهة خلقه، وأن كل أسمائه وصفاته إنما هي على وجه يليق بعظمته وكبريائه، ولا يجب الخوض في مثل هذه الأمور، لأنه يستحيل على العبد تصورها، وذلك لقصور العقل وعدم وجود النقل. عدم خروج النبي ﷺ عن صفة العبودية، التي هي أعظم المنازل، ودليله: «فأقع ساجدا لربي- ﷿» . فالسجود لا يكون إلا من العبد للمعبود، وقوله: «لربي» إقرار أنه- ﷾ هو الرب، وأن النبي ﷺ هو المربوب، وكفى ذلك شرفا له، والذين يثبتون للنبي ﷺ أمورا لم يثبتها هو لنفسه، ويريدون بذلك أن يرفعوا من قدره، هم في الحقيقة قد جهلوا قدر الله- ﷿، لأنهم لو عقلوا قدر الله، لعلموا أن إثبات عبودية النبي ﷺ الكاملة لله- ﷿، هي من أجل المقامات، وأعظم التشريفات، ولا نحتاج معها لإثبات ما لا ينبغي إثباته للنبي ﷺ. هـ- من أعظم مظاهر، حب الله- ﷾ لنبيه ﷺ أن يختصه من دون الأنبياء والملائكة، بفتوحات مباركة من المحامد وحسن الثناء عليه، قال ﷺ: «ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتح على أحد قبلي» . و«شيئا» هنا جاءت نكرة لتعظيم أمر الفتح الرباني. ويتفرع على هذا الفتح من المحامد والثناء علمنا بعظيم قدر الله- ﵎، فمع كل هذا الثناء وتلك المحامد، التي ذكرها الأنبياء في الدنيا، خاصة نبينا ﷺ وكذا

(١) البخاري، كتاب: المناقب، باب: قصة أبي طالب، برقم (٣٨٨٥) .

1 / 207