Shama'il al-Rasul
شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
خپرندوی
دار القمة
د ایډیشن شمېره
-
د خپرونکي ځای
الإسكندرية
ژانرونه
لم يحدث إلا بعد وفاته ﷺ، إعلاما له ولأمته ﷺ أن هذا التكريم والفتح العظيم هو إكرام له في الحقيقة.
٢- رؤيته ﷺ الحوض، وهو على منبره، قال الإمام ابن حجر- ﵀ في قوله ﷺ: «وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن»: هو على ظاهره وكأنه كشف له عنه في تلك الحالة «١» .
٣- حفظ الله ﷾ لنبيه ﷺ أمته من الشرك بعده، وهي بشرى عظيمة له ﷺ في حياته بأنه دينه سيبقى إلى يوم القيامة.
وغير ذلك من قبول الله لشهادته ﷺ في كل أمته من رآه ومن لم يره. مع إذن الله له أن يسبق أمته إلى الحوض ليكون كالمستقبل لهم والمرحّب بهم، إكراما لعموم هذه الأمة.
١٢- إمامة الأنبياء:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي، فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها، فكربت كربة ما كربت مثله قطّ، قال:
فرفعه الله لي أنظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلّا أنبأتهم به: وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلّي فإذا رجل ضرب جعد كأنّه من رجال شنوءة وإذا عيسى ابن مريم ﵇ قائم يصلّي أقرب النّاس به شبها عروة بن مسعود الثّقفيّ، وإذا إبراهيم ﵇ قائم يصلّي أشبه النّاس به صاحبكم- يعني نفسه- فحانت الصّلاة فأممتهم، فلمّا فرغت من الصّلاة قال قائل: يا محمّد هذا مالك صاحب النّار فسلّم عليه فالتفتّ إليه فبدأني بالسّلام» «٢» .
الشاهد في الحديث:
قوله ﷺ: «فحانت الصلاة فأممتهم» .
وهذه الواقعة قد حدثت في ليلة الإسراء والمعراج حيث إنها وردت في سياق حديث النبي ﷺ عن سؤال المشركين له عن أوصاف بيت المقدس، كما ورد في حديث الباب، ولا يهمني هنا أن أسرد كلام العلماء عن توقيت هذه الواقعة في تلك الليلة المباركة، أي: هل حدثت الصلاة بالأنبياء جماعة بعد عروج النبي ﷺ إلى السماء أم قبل العروج، ولكن الذي
(١) انظر فتح الباري (٣/ ٢١١) . (٢) رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب: ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال، برقم (١٧٢) .
1 / 137