56

من سائر نسائه، وأنت من عصبة الملك الصالح، رحمه الله، ولكن ...»

فقطعت كلامه قائلة: «لا، لا أريد أن أحكم. إن النساء لم يخلقن للحكومة يا سحبان؛ ولذلك

قلت لك إن شجرة الدر لا ينبغي أن تبقى في السلطة طويلا، والآن أقول لك لا ينبغي أن تبقى

أبدا.» قالت ذلك وبان الغضب في عينيها.

وأدرك هو أنها تستحثه على مساعدتها في هذا الأمر فقال: «إذا كنت ترين في مكانا لثقتك

فإني رهين إشارتك. أفصحي لي عما ترينه.» فغلب عليها الحياء، والوردة في يدها، فجعلت تتشاغل

بنشر أوراقها بين أناملها كما يفعل المضطرب الأفكار وهو لا يدري، فابتدرها سحبان قائلا: «إذا كنت لم تفهمي مرادي بعد فإني أتجاسر وأفصح عما يكنه ضميري لك يا سيدة الملاح ... إني

أسير هواك منذ عرفتك، وكلما زدت إعراضا عني أيام الملك الصالح ازددت إجلالا لأخلاقك

الفاضلة. وأما الآن وقد مضى ذلك الملك إلى سبيله، فهل ترين في سحبان ما يستحق التفاتك

وثقتك؟»

ناپیژندل شوی مخ