الدر، وليس هو مما يؤبه له، ولا يلبث أن يزول.»
قالت: «إنه يختلف عما تعودته قبلا، وتغيير العادة صعب، أليس كذلك؟» وظهر العتب في
عينيها.
فأدرك مرادها لكنه تجاهل وقال: «إن الإنسان لا يتعود الأوجاع، فإذا عاودته رآها في كل مرة
جديدة كأنه لم يذقها من قبل. ولو علمت أنك مصابة بالصداع لأسرعت إليك قبل هذه الساعة.»
قالت: «لا تشغل بالك بهذه الملكة المخلوعة، وأنت الآن في شاغل بأمور الدولة وغيرها.»
قال: «وهل تظنين أمور الدولة تشغلني عن شجرة الدر، وقد كان يجب أن أبادر إلى تهنئتك
بالنجاة من أثقال هذه المهام. وأعجبني منك ما أظهرته في هذا الصباح من رباطة الجأش وسعة
الصدر، وقد أحسنت في كل ما صدر منك فلم تتركي لأمر الخليفة بالخلع قوة أو أثرا.» وتنحنح
وبلع ريقه وقال : «والحق يقال؛ إن ذلك الأمر إذا كان له أثر فإنما يكون أثره موجها إلينا، أو
ناپیژندل شوی مخ